كتاب صفات رب العالمين - ابن المحب الصامت - ناقص (اسم الجزء: 3)
* صفة الرِّضَى:
صفة فعليةٌ خبريَّةٌ ثابتةٌ لله عَزَّ وجَلَّ بالكتاب والسُّنَّة.
وقد أطال ابن المحب - رَحَمَهُ اللهُ - في الاستشهاد لهذه الصِّفة من الكتاب والسُّنَّة حتى أنَّه كتب فيها بابًا كاملًا فقال: (بابٌ في رضى الله .. {رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ}).
ومن الأدلة التي ذكرها في إثبات هذه الصِّفة لله تعالى: قول الله تعالى: {وَعَجِلْتُ إِلَيْكَ رَبِّ لِتَرْضَى (٨٤)} [سورة طه: ٨٤]، {يَوْمَئِذٍ لَا تَنْفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلًا (١٠٩)} [سورة طه: ١٠٩]، {لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْمُؤْمِنِينَ إِذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ} [سورة الفتح: ١٨].
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللَّهَ يَقُولُ لِأَهْلِ الجنَّة: "يَا أَهْلَ الْجَنَّةِ"، فَيَقُولُونَ: لَبَّيْكَ رَبَّنَا وَسَعْدَيْكَ، فَيَقُول: "هَلْ رَضِيتُمْ"، فَيَقُولُونَ: وَمَا لَنَا لَا نَرْضَى، وَقَدْ أَعْطَيْتَنَا مَا لَمْ تُعْطِ أَحَدًا مِنْ خَلْقِكَ، فيقولُ عز وجل: "وأَنَا أُعْطِيكُمْ أَفْضلَ مِنْ ذَلِكَ"، قالوا: يَا رَبِّ، وَأَيُّ شَيْءٍ أَفْضلُ مِنْ ذَلِكَ، قال: "أُحِلُّ عَلَيْكُمْ رِضْوَانِي فَلَا أَسْخَطُ عَلَيْكُمْ بَعْدَهُ أَبَدًا" رواه البخاري ومسلم (¬١).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ يَرْضَى لَكُمْ ثَلَاثًا وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلَاثًا، يَرْضَى [لكم] أَنْ تَعْبُدُوهُ وَلَا تُشْركُوا بِهِ شَيْئًا، وَأَن تَعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللهِ جَمِيعًا، وأن تُنَاصِحُوا مَنْ ولّى اللهُ أمْرَكُمْ، وَيَسْخَطُ لَكُمْ ثَلاثًا قِيلَ وَقَالَ، وَإِضَاعَةِ الْمَالِ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ" (¬٢).
وقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إِنَّ اللهَ لَيَرْضَى عَنْ الْعَبْدِ أَنْ يَأْكلَ الْأَكْلَةَ أَوْ يَشْرَبَ الشَّرْبَةَ فَيَحْمَدَهُ عَلَيهَا" (¬٣).
قالط الطَّحَّاوي في "عقيدته": "واللهُ يغْضَب ويرضى، لا كأحد من الوَرَى" (¬٤).
_________
(¬١) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٢٢٤).
(¬٢) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٢٢٧).
(¬٣) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٢٥٥).
(¬٤) الطحاوي في "العقيدة الطحاوية" (ص ٢٨٤).
الصفحة 74