كتاب صفات رب العالمين - ابن المحب الصامت - ناقص (اسم الجزء: 3)
قال ابن أبي العز الحنفي - شارح العقيدة الطحاوية -: "ومذهب السَّلف وسائر الأئمة إثبات صفة الغضب والرِّضى والعداوة والولاية والحبِّ والبغفر ونحو ذلك من الصِّفات التي ورد بها الكتاب والسُّنَّة، ومنع التَّأويل الذي يصرفها عن حقائقها اللائقة بالله تعالى" (¬١).
* صفة الضَّحك:
صفةٌ من صفاتِ الله عَزَّ وجلَّ الفعليَّة الخبريَّة الثَّابتة له بالسُّنَّة الصَّحيحة.
وقد أورد ابن المحب - رَحَمَهُ اللهُ - في هذه الصِّفة أحاديث عن النبي - صلى الله عليه وسلم -، ونقل أقوال الأئمة في إثباتها لله عزَّ وجل.
أما الأحاديث: منها حديث قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "جَاءَنِي جِبْرِيلُ فَأَخبَرَنِي أَنَّ رَبَّكَ عَجِبَ مِمَّا صنَعْتَ بِضَيْفِكَ، -أَوْ ضحِكَ مِمَّا صنَعْتَ بِضَيْفِكَ -" (¬٢).
وأما أقوال العلماء في إثباتها، فقد نقل:
١. قول الإمام أحمد في رواية حنبل عنه: "يضْحَكُ الله ولا نَعْلَم كَيفَ ذَلك" (¬٣).
٢. وقول أبو معمر الهذلي (¬٤): منْ زَعَمَ أَنَّ اللهَ تَعَالَى لا يَتكلَّمُ وَلا يُبْصرُ - وَلا يَسْمَعُ وَلا يَضْحَكُ وَلا يَعْجَبُ وَلا يَغْضَبُ، فَهُوَ كَافِرٌ بِاللهِ" (¬٥).
وقد أثبت هذه الصِّفة جمع من علماء أهل السُّنَّة حيثوا بوَّبوا لهذه الصِّفة أبوابًا في كتبهم منهم: الإمام ابن خزيمة في كتابه "التوحيد" فقال: باب (ذكر إثبات ضحك ربِّنا عزَّ وجل، بلا صفة تصِفُ ضَحِكه جلَّ ثناؤه، لا ولا يُشَبَّه ضَحِكُه بضحك المخلوقين، وضحكهم كذلك، بل نؤمن بأنه يضحك؛ كما أعلم النَّبي - صلى الله عليه وسلم -، ونسكت عن صفة ضحكه جلَّ وعلا، إذ الله عَزَّ وجلَّ استأثر بصفة ضحكه، لم يطلعنا على ذلك،
_________
(¬١) ابن أبي العز في "الشرح العقيدة الطحاوية" (ص ٢٨٥).
(¬٢) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٣٠٣).
(¬٣) سيأتي تخريجه قسم التحقيق رقم (٣٢٤).
(¬٤) إسماعيل بن إبراهيم بن معمر بن الحسن الهذلي، أبو معمر القطيعي، ثقة مأمون. خ م س. التقريب (رقم الترجمة ٤١٥).
(¬٥) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٣٢٥).