كتاب صفات رب العالمين - ابن المحب الصامت - ناقص (اسم الجزء: 3)
فنحن قائلون بما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -، مصَدِّقون بذلك، بقلوبنا منصتون عمَّا لم يبين لنا مما استأثر الله بعلمه) ا. هـ (¬١).
وكذلك أبو بكر الآجري في "الشريعة" حيث قال: باب الإيمان بأن الله عَزَّ وجلَّ يضحك: اعلموا - وفقنا الله وإياكم للرشاد من القول والعمل - أنَّ أهل الحق يصفون الله عَزَّ وجلَّ بما وصف به نفسه عَزَّ وجلَّ، وبما وصفه به رسوله - صلى الله عليه وسلم -، وبما وصفه به الصحابة - رضي الله عنه -. وهذا مذهب العلماء مِمَّن اتّبع ولم يبتدع، ولا يقال فيه: كيف؟ بل التسليم له، والإيمان به؛ أنَّ الله عَزَّ وجلَّ يضحك، كذا روي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - وعن صحابته - رضي الله عنهم -، فلا ينكر هذا إلا من لا يحمد حاله عند أهل الحق) ا. هـ (¬٢).
* صفة العُجب:
صفةٌ من صفاتِ الله عَزَّ وجلَّ الفعليَّة الخبريَّة الثابتة له بالكتاب والسُّنَّة.
أما ورودها في الكتاب: ففي قول الله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (١٢)} [الصافات: ١٢]: على وجه القراءة بالضم (¬٣).
وأما في السُّنَة فقد ورد غير حديث "إنَ اللهَ يَعْجَبُ" وَ"عَجِبَ رَبُّنَا".
منها: قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إنَّ اللهَ ليعجب من الرَجُلَيْنِ يَقْتُلُ أَحَدُهُمَا الْآخَرَ فيَدْخُلان الجنَّة" (¬٤) وَقوله - صلى الله عليه وسلم -: "عَجِبَ رَبُّنَا مِنْ قَوْمٍ يُقَادُونَ إِلَى الْجَنَّةِ فِي السَّلَاسِل" (¬٥).
قال ابن تيمية - رَحَمَهُ اللهُ - في "مجموع الفتاوى": "فصلٌ: وأما قوله: "التَّعجب استعظام للمتعجب منه".
فيقال: نعم. وقد يكون مقرونًا بجهل بسبب التعجب، وقد يكون لما خرج عن نظائره، والله تعالى بكل شيء عليم.
_________
(¬١) التوحيد لابن خزيمة (٢/ ٥٦٣).
(¬٢) الآجري في "الشريعة" (٢/ ١٠٥١).
(¬٣) وهي قراءة الإمامين: حمزة والكسائي. كما سيأتي في كلام المصنِّف - رَحَمَهُ اللهُ -.
(¬٤) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٢٩٩).
(¬٥) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٢٩٥).