كتاب صفات رب العالمين - ابن المحب الصامت - ناقص (اسم الجزء: 3)

فَسَلَّمَ، فقال: أَبْشِرْ بِنُورَيْنِ أُوتيتَهُمَا لَمْ يُؤْتهمَا نَبِيٌّ قَبْلَكَ فَاتِحَةِ الْكِتَابِ، وَخَوَاتِيمِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ لَمْ تَقْرَأْ بِحَرْفٍ مِنْهَا إِلَّا أُعْطِيتَهُ" (¬١).
٢ - وحديث عبد الله بن مسعود - رضي الله عنه -:
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "مَنْ قَرَأَ حَرْفًا مِنْ كِتَابِ اللهِ فَلَهُ حَسَنَةٌ، وَالحَسَنَةُ بِعَشْرِ أَمْثَالِهَا، لَا أَقُولُ {آلم (١)} حَرْف، وَلَكِنْ أَلِفٌ حَرْفٌ وَلَامٌ حَرْفٌ وَمِيمٌ حَرْفٌ" (¬٢).
* وقد ذكر المصنِّف - رَحَمَهُ اللهُ - أقوال السَّلف والأئمة على كون القرآن من كلام الله تعالى وهو صفة من صفاته، وأنَّه غير مخلوق كسائر صفاته عز وجل. وذكر منها:
١ - قال أبو عبيد القاسم بن سلام: "مَنْ قَالَ: الْقُرْآنُ مَخْلُوقٌ، فَقَدِ افْتَرَى عَلَى اللهِ، وَقَالَ عَلَيه مَا لَمْ تَقُلْهُ الْيَهُودُ وَلَا النَّصارَى" (¬٣).
٢ - قول هارون بن معروف: "مَنْ زَعَمَ أنَّ القُرآنَ مخلوق فكأنَّما عَبَد اللَّات والعُزَّى" (¬٤).
٣ - قول هارون المستملي: "من قال إنَّ القرآن مخلوق فهو واللهِ كافر" (¬٥).
وقد ساق الإمام أبو القاسم اللالكائي في كتابه "شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة" القول بذلك عن خمسِ مئةٍ وخمسين نفسًا من علماء الأمة وسلفها، كلُّهم يقولون: "القرآنُ كلامُ الله غيرُ مخلوقٍ، ومن قال: مخلوق، فهو كافرٌ" (¬٦).
فقال - رَحَمَهُ اللهُ -: "فَهَؤُلَاءِ خَمْسُ مِائَةٍ وَخَمْسُونَ نَفْسًا أَوْ أَكْثَرُ مِنَ التَّابِعِينَ، وَأَتْبَاعِ التَّابِعِينَ، وَالْأَئِمَّةِ المرْضيِّينَ، سِوَى الصَّحَابَةِ الْخَيِّرِينَ، عَلَى اخْتِلَافِ الْأَعْصَارِ وَمُضِيِّ، السِّنِينَ وَالْأَعْوَامِ. وَفِيهِمْ نَحْوٌ مِنْ مِائَةٍ
_________
(¬١) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٣٢٩).
(¬٢) سيأتي تخريجه في قسم التحقيق رقم (٣٣٤).
(¬٣) انظر: قسم التحقيق رقم (٣٦٣).
(¬٤) انظر: قسم التحقيق رقم (٣٥٩).
(¬٥) انظر: قسم التحقيق رقم (٣٦٠).
(¬٦) انظر: كتاب العقيدة السَّلفية للجديع (ص ١٤٦).

الصفحة 80