كتاب صفات رب العالمين - ابن المحب الصامت - ناقص (اسم الجزء: 5)
١/ أسرة الظاهر بيبرس البندقداري، وقد دام حكمها مدة عشرين سنة (¬١).
فقد حكم الظاهر بيبرس (¬٢) مدة ثماني عشرة معنة، وابنه الأول: السعيد بركة ما يقرب من سنتين ثم خلع، وابنه الثاني: العادل بدر الدين سلامش عدة أشهر ثم خلع.
٢/ أسرة المنصور قلاوون، وقد استمر أمرها أربع عشرة ومائة سنة (¬٣).
حكم المنصور محمد أبو ناصر قلاوون إحدى عشرة سنة توفي بعدها (٦٧٨ - ٦٨٩)، ورجع الحكم بعده ضعيفًا إذ حكم ابنه الأشرف صلاح الدين خليل مدة أربع سنوات (٦٨٩ - ٦٩٣) وقتل بعدها، وجيء بأخيه الناصر محمد، ولم يطل عهده بأكثر من سنة حتى خلع، وتسلطن العادل كَتْبُغا مدة سنتين ثم علا السلطة المنصور لاجين عندما كان العادل في زيارة لدمشق لكن المنصور لاجين لم يلبث أن قتل، وأعيد إلى السلطنة الناصر محمد بن قلاوون، وبقي عشر سنوات (٦٨٩ - ٧٠٨) غير أنه اعتزل، فتسلم السلطة المظفر بيبرس الجاشنكير، وشعر الناصر محمد بن قلاوون أنه هضم حقه فاستعاد السلطنة بالاتفاق مع بعض الأمراء، واستمر أمره حتى توفي وقد أحبه الناس، لذا فقد حكم أبناؤه من بعده رغم ضعفهم وصغر سنهم، إذ تسلم السلطنة ثمانية من أبنائه. كان الأول منهم المنصور سيف الدين أبو بكر وخلع قبل مرور عام على حكمه. وكان أمر الثاني الأشرف علاء الدين كجك كالأول لم يصل عهده إلى العام. ويشبههما الثالث الناصر أحمد. أما الرابع فهو الصالح إسماعيل وقد حكم ثلاث سنوات (٧٤٣ - ٧٤٦) ومات بعدها. وجاء الخامس الكامل شعبان وقتل قبل أقل من عام.
وكذا السادس المظفر أمير حاج كان مصيره القتل ولم يصل أمره إلى العام. وحكم السابع الناصر حسن أربعة أعوام (٧٤٨ - ٧٥٢) وخلع بعدها. وخلع الثامن الصالح صالح بعد ثلاث سنوات من حكمه (٧٥٢ - ٧٥٥). وأعيد الناصر حسن فاستمر سبع سنوات (٧٥٥ -
_________
(¬١) انظر: التاريخ الإسلامي (٧/ ٣٦).
(¬٢) بيبرس، السلطان الملك الظاهر ركن الدين أبو الفتوح البندقداري الصالحي النجمي الأيوبى التركي، مات سنة: (٦٧٦ هـ) وأصله من صحراء القفجاق فأبيع بدمشق ونشأ بها. فأخذه الملك الصالح إليه وصار من جملة البحرية. وشهد وقعة المنصورة بدمياط وصار أميرًا في الدولة المعزية. واشتهر بالشجاعة والإقدام وبعد صيته. وجلس على سرير الملك بعد قتل الملك المظفر. وكان غازيا، مجاهدا، مرابطا، خليقا للملك، لولا ما كان فيه من الظلم والله يرحمه ويغفر له ويسامحه، فإن له أياما بيضاء في الإسلام ومواقف مشهودة وفتوحات معدودة. فبه يضرب المثل وإليه المنتهى في سياسة الملك وتفقد أحوال جنده. انظر: تاريخ الإسلام (١٥/ ٣٠٦) وما بعدها (رقم: ٢٨٦).
(¬٣) انظر: التاريخ الإسلامي (٧/ ٣٦، ٣٧).