كتاب صفات رب العالمين لابن المحب الصامت - جـ 2

المقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد سيد المرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد:
إن العلم يشرف بشرف المعلوم، وأفضل العلوم على الإطلاق ما يعرِّفنا بربنا - عز وجل -، وإن باب الإيمان بأسماء الله وصفاته هو مما جاءت الرسل - عليهم السلام - بالدعوة إليه، وبتحقيق الإيمان بها كما جاءت من غير تحريف ولا تعطيل ولا تكييف ولا تمثيل تَحْسُنُ عبادةُ العبد لربه - عز وجل -؛ لأن الأسماء والصفات لها آثار على العبد كإخلاص العبادة والخوف والرجاء والمحبة والتوكل والاستعانة والاستعاذة وغيرها، فتكون مكانةُ الباري - عز وجل - في قلب العبد الغايةَ العظمى التي ليس لأحد مثل مكانتها سواه - عز وجل -، لا شريك له في ربوبيته ولا ألوهيته ولا أسمائه وصفاته - عز وجل -، وبذلك يحقق العبدُ التوحيدَ في قلبه وجوارحه، فتتحقق العبودية لله - عز وجل -، وتخضع القلوب لجلاله، وتسكن النفوس لعظمته، وتفوز برضا بارئها - عز وجل -.

أسباب اختيار الموضوع:
لقد أكرمني الله بأن كنت أحد طلاب قسم العقيدة بكلية الدعوة وأصول الدين بجامعة أم القرى بمكة المكرمة، وبعد اجتياز السنة المنهجية بنجاح رغبت في الدخول في مشروع تحقيق مخطوط "صفات رب العالمين" لابن المحب الصامت (712 هـ - 789 هـ)، وبفضل الله أملك نسخة من هذه المخطوطة، حصلت عليها من الشيخ صقر الغامدي، ومن الشبكة العنكبوتية، وعرضت الفكرة على فضيلة د. فهد بن محمد القرشي، ليكون المخطوط للدراسة والتحقيق لرسالة الماجستير، فوافق فضيلته على الموضوع.
أما عن القدر الذي سيتم تحقيقه في موضوعي: فهو من بداية (باب الرزق)، إلى نهاية (باب نزول الله جل ثناؤه يوم القيامة)، أي: من بداية اللوحة (79/أ) إلى (133/أ)
لمؤلفه الإمام المحدث أبي بكر محمَّدِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ أحمدَ ابنِ المحبِّ، المقدسي

الصفحة 5