كتاب صفة جزيرة العرب

لأجل قصة الخير المسيّع بها بواطن البيوت فيدخل في المخدع على فراشه ويطبق عليه الباب ويسبل السترين والسجف، فلا يتغير ضياء البيت لأجل الرخام الذي يكون في الجدرات والسقف، بل إذا كان في السقف رخامة صافية نظر عوم الطائربظله عليها إذا حاذاها وتؤدي الرخامة لمعان الشمس إلى القصة فتقبلها بجوهرها وبريقها.
وقال بعض من دخل صنعاء من العراقيين: من العجب أن بيت قصة بصنعاء بدينارين يريد القصة المخيرة، والخيرة عضة مثل الصبر فيها غرى تغرى به قداح النبل، ويلصق به الغرار، فتطبخ هذه العضة حتى تذيب ماءها، ويستولى على ذلك الغري ثم خيض به الغرَّة ويقال الجص فلا تموت مع الخيرة إلا لأوان بعدما يستمسك الجصاص ترقيعها وتصريفها على ما يريد فإذا جمدت أركبت الأيدي فمسحت فظهر لها بريق جوهري كبريق المصقول من الجواهر، ثم دخلها البياض مع ذلك الصقال حتى تشاكله الفضة المصقولة وسائر الجصّ في البلاد يطبّع اللباس ببياضه، ولا يكون له جوهرية ومن عتق قصة اليمن أنها إذا خيضت بالماء، ثم ضرب به على موضع خشن ثم الزمتها يد الرَّجل وهو فوق شي يحمله، ثم ضرب منها بشيء على يده ثم تركت حتى تموت فإنه إذا مخي ما تحت الرّجل وترك علقته بيده تلك القصة بشدة قبضها واجتماعها فيرزب وهي تجبر الكسر بقبضها هذا وقضيتها وحيلتها.
جميع الثمار بها من العنب الملاحي، والدوالي والأشهب والدَّربج والنواسي والزيادي، والأطراف والعيون والقوارير والجرشي والنشاني والتابكي والرازقي والضُّروع، ويؤتى إليها من خيوان بالرومي ومن الجوف بالوادي، وبها الرمان الحلو والحامض والممزوج والمليِّسيّ، والسفرجل، وليس يلحق به سفرجل البلاد لأن فيه شيئاً من الحموضة والقبض، والإجاص والمشمش والتفاح الحلو، والتفاح الحامض والممزوج، والخوخ الحميري، والخوخ الفارسي، والخوخ النهدي، والجوز

الصفحة 196