كتاب صفة جزيرة العرب

وصباحة على أنها ليست بجسام، وهي أشهم وأجمع قلوباً، ويطأن القتيل، ويحملن السلاح الثقيلة، ويجلن بها ويجرين فلا ينقص الثقل من جريهن شيئاً، والشوافيّة وبها جلود النمر النفيسة المحلولكة السواد اليقق البياض. ويبلغ الجلد دنانير، ويتخذ منها مع السروج الفرش النفيس، وكذلك بها فرش العباء الملون النفيس، ويكون جلالاً للخيل، وهي من أحسن شيء، وهي ملبن، مثل تلبين الوشي لبنة بيضاء، وإلى جنبها لبنة سوداء جرداء غير مخملة، وبها آلة الحرير النفيسة الملوكية، والأنطاع الصُّت التي لا تكف في مطر الأيام وفرش الريح من هذا الحرير وهو عجيب، وبها آنية الهيصمي وهو حجرٌ يشاكل الرُّخام إلا أنه أشد بياضاً يخرط منه كثير من الآنية وبها الكاذي الذي لا مثله في بلد يشبه رائحة السنبلة في الثوب غمره ودهنه نفيس، وبها الدُّعبب وهو اللّي، وهو من حبوب الباه ودهنه نفيس، ومن خير ما نقل به شارب النبيذ، وقد يجفف ويطحن فيقوم مقام الخبز، وأما حشائش اليمن فكثير لمن تفقدها.
معادن الجوهر: قد ذكرنا معادن الذهب. فأما معدن الفضة بالرضراض فما لا نظير له، وبها معادن حديد غير معمولة مثل نقم وغمدان، وبها فصوص البقران، ويبلغ المثلث بها مالاً، وهو أن يكون وجهه أحمر فوق عرق أبيض فوق عرق أسود، والبقران ألوان، ومعدنه بجبل أنس، وهو ينسب إلى أنس بن ألهان بن مالك، والسعوانية من سعوان واد إلى جنب صنعاء، وهو فصّ أسود فيه عرق أبيض، ومعدنه بشهارة، وعيشان من بلد حاشد إلى جنب هنوم وظليمة والجمش من شمر همدان، والعشاري وهو الحجر السماوي عشار بالقرب من صنعاء، والبلَّور يوجد في مواضع منها، والمسنّى الذي تعمل منه نصب السكاكين، يوجد في مواضع منها، والعقيق الأحمر، والعقيق الأصفر العقيقان من ألهان، وبها الجزع الموشّى والمسير، وهو في مواضع منها، منه النقمي، وهو فحل العرف، والسَّعواني والضصري

الصفحة 202