كتاب صفة جزيرة العرب

البَّدي موضع ينسب إليه كثرة الجن ولا يكاد يعرف، كما يقال جنّ عبقر وجن ذي سمار، وذو سمار موضع معروف، ويقولون غول الرَّبضات موضع معروف بنجد، وجن وبار وهي أرض كانت بها أمم من العرب العاربة ولم ألق من يعرفها، وتشذر شبههابالناقة إذا تشذّرت وهو أن تزلئمَّ إذا همزت عاقداً لذنبها ناضخة ببولها.
وقال أبو داود فذكر عدة مواضع من محال إياد:
أوحشت من سروب قومي تعار ... فأروم فشابة فالستار
بعدما كان سرب قومي حينا ... لهم النخل كلها والبحار
فإلى الدور فالمرورات منهم ... فحفير فناعم فالديار
فقد أمست ديارهم بطن فلج ... ومصيراً لصيفهم تعشار
الدور جوب تنجاب في الرمل وبفلج يريد بها أحبل رمل، وقال أيضاً:
أقفر الدير والأجارع من قو ... مي فغرق فرامح فخفيَّة
فتلاع الملا إلى جرف سندا ... د فقوٌّ، إلى نعاف طميَّه
قال العجاج في الدور وهو يصف ثوراً:
من الدبيل باسطا للدُّور ... يركب كل عاقر جمهور
وقال زهير يذكر ثمانية مواضع:
شج السقاة على ناجودها شبما ... من ماء لينة لاطرقا ولا رنقاً
مازلت أرمقهم حتى إذا هبطت ... أيدي الركاب بهم من راكس فلقاً
دانية لشرورى أوقفا أدم ... يسعى الحداة إلى آثارهم حزقا
ومنها أيضاً:
فسار منها على شيم يؤمُّ بها ... جنبي عماية فالركاء فالعمقا
أدم هذا جبل بالحجاز وأدم جبل باليمن، والدِّمّ والدوم باليمن وقال يذكر غيرها:
ضحوا قليلاً على كثبان أسنمة ... ومنهم بالقسوميات معترك
ثم استمروا وقالوا إن مشربكم ... ماء بشرقيّ سلمى فيد أو ركك
وقال الأعشي:

الصفحة 223