كتاب صفة جزيرة العرب

بذي هيدب جون تنجزه الصبا ... وتدفعه دفع الطلا وهو حاسر
وسيًِل أكناف المرابد غدوة ... وسيَّل منه ضاحك والعواقر
ومنه بصحر المحو زرق غمامه ... له سبل وأقور منه الغفائر
وطبق من نحو النجيل كأنه ... بيليل لما خلف النخل ذامر
ومر فأروى ينبعا فجنوبه ... وقد جيد منه جيدة فعباثر
له شعب منها يمان وريق ... شآم ونجدي وآخر غائر
فلمَّا دنا للاَّبتين تقوده ... جوافل دهم بالرباب عواجر
رسا بين سلع والعقيق وفارع ... إلى أحد للمزن فيه غشامر
باسحم زحَّاف كأن ارتجازه ... توعد أجمال لهن قراقر
فأمسى يسح الماء فوق وعيرة ... له باللوى والواديين حوائر
فأقلع عن عش وأصبح مزنة ... أفاق وآفاق السماء حواسر
فكل مسيل من تهامة طيب ... تسيل به مسلنطحات دعاثر
تقلع عمريّ العضاة كأنها ... بأجوازه أسد لهنَّ تزاؤر
يغادر صرعى من أراك وتنضب ... وزرقا بأثباج البحار يغادر
وكل مسيل غارت الشّمس فوقه ... سقيُّ الثريا بينه متجاور
وما أم خشف بالعلاية شادن ... أطاع له بان من المرد ناضر
ترعَّى به البردين ثم مقيلها ... ذرى سلم تأوي إليها الجاذر
بأحسن من أم الحريرث سنَّة ... عشية دمعي مسبل متبادر
وقال أيضاً:
كأن حدائج أظعانها ... بغيقة لما هبطن البراثا
نواعم غرُّ على ميثب ... عظام الجذوع أحلت بعاثا
كدهم الركاب بأثقالها ... غدت من سماهيج أو من جواثا
إذا حل أهلي بالأبرقي ... ن أبرق ذي جدد أو دءاثا
وجاءت سجيفة من أرضها ... روابي ينبتن حفرى دماثا
جواثا من البحرين ودءاثا بتهامة وقال عبيد:
أقفر من أهله ملحوب ... فالقطّبيَّات فالذُّنوب

الصفحة 228