كتاب صفة جزيرة العرب

فراكس فثعبيات ... فذات فرقين فالقليب
فعردة فقفا حبر ... فليس من أهله عريب
وقال امرؤ القيس:
أصاح ترى برقا أريك وميضه ... كلمع اليدين في حبيِّ مكلِّل
يضيء سناه أو مصابيح راهب ... أمال السليط بالذُّبال المفتّل
قعدت له وصحبتي بين ضارج ... وبين العذيب بعد ما متأمَّل
علا قطنا بالشيم أيمن صوبه ... وأيسره على الستار فيذبل
فأضحى يسحّ الماء فوق كتيفة ... يكب على الأذقان دوح الكنهبل
ومر على القنان من نفيانه ... فأنزل منه العصم من كل منزل
وتيماء لم يترك بها جذع نخلة ... ولا أجماً إلا مشيداً يجندل
كأن ثبيراً في عرانين وبله ... كبير أناس في بجاد مزمل
كأن ذرى رأس المجيمر غدوه ... من السَّيل والغثاء فلكة مغزل
والقى بصحراء الغبيط بعاعه ... نزول اليماني ذي العياب المحمل
وقال في مثله:
قعدت له وصحبتي بين ضارج ... وبين تلاع يثلث فالعريض
أصاب قطيَّات فسال اللولى له ... فوادي البديّ فانتهى ليريض
وقال الأعشى يصف عارضاً:
فقلت للشَّرب في درنا وقد ثملوا ... شيموا وكيف يشيم الشارب الثمل
برقا يضيء على الأجزاع مسقطه ... وبالحبيَّة منه عارض يئل
قالوا نمار فنجد الخال جادهما ... فالعسجدية فالأبواء فالرِّجل
فالسفح يجري فخنزير فبرقته ... حتى تدافع منه الربو والحبل
ثمّت تحمل منه الماء تكلفه ... ورض القطا فكثيب الغينة السَّهل
وقال الشماخ يصف موارد الحمير:
وظلت بأعراف كان عيونهاإلى الشمس هل تدنو ركي نواكز
ويممها في بطن غاب وحائر ... ومن دونها من رحرحان المفاوز
عليها الدجى الستنشئات كأنها ... هوادج مشدود عليها الجزائز

الصفحة 229