كتاب صفة جزيرة العرب

ناديهم مجلسها المشهود ... بحيث أولى البرد المعدود
ثاوٍ طوال الدهر لا يبيد ... يسأل عنها الوالد المولود
مهدود أي مهتون منهزم، وكذلك عارض منهزم ورعد هزيم قال الأعشى:
فجاء بهم جارف منهزم.
إن رابها من حدث الزمان ... ريب عدو حرب الأضغان
قام فحامى دونها حيَّان ... قحطان والأحرار من ساسان
قبيلتا صدق إذا ما الجاني ... اشعل نار الحرب بالإعلان
كانوا كأسد الغاب من خفَّان ... ظلت بها غير المضلِّ الواني
قرير عين بصلاح شاني ... في فتية مثل القنا المران
حتى إذا ما ارتفع المقيل ... وحان منها ودنا الرَّحيل
أجمرن بالقوم قلاص حول ... وادي شعوب وبه المسيل
فالحصبات ولها ذميل ... ثم الجراف ولها زليل
عن أنجد المقدم ما تميل ... فبالرحابات لها غليل
بالقصر منها موقف قليل ... مثل السعالى وخدها اترسيل
يروى: خيل من الخيلاء خائل وخوّل وخيل شاذ، يريد الحصبة والجراف وبنات المقدام ورحابة وقصر خوّان وخوذان أسود إلى جنب أعرام.
وهمُّها القصر المسمى بعمد ... ومرمل الثاني لمعمود البرد
ثم على الحيفة بالسير المجد ... لذي عرام مزلئمات قصد
ثم إلى ريدة سيراً فأراد ... للمنهل الرَّيِّف في السهل الجدد
ريد سقيت الغيث جوداً من بلد ... أرض بها العدُّ العديد والعدد
والأمن لا يبتز فيها من أحد ... فلا تزل عامرةً طول الأبد
يريد قصر عمد ومرمل والحيفة وأعرام البون وريدة، والمنهل يريد

الصفحة 241