كتاب صفة جزيرة العرب

بركة ريدة ليس في اليمن بركة يدور حولها ألف جمل سواها.
وقد قطعنا حقلها وطوله ... السبسب المهمه ذا السهوله
ثم ترفَّعنا نؤم الغوله ... بها البريد صخرة مجدوله
خرساء صماء وهي مسؤوله ... يا رب فاجعل حجتي مقبوله
ثم اكف صحبي الكرب المهوله ... ومن عجيب فقنا محموله
صعوبة واطو لنا نزوله ... وبلغ الرُّكبان والحموله
يريد منزلة عجيب الغولة شعب عظيم له غول أي عمق، وقوله في صخرة البريد إنها مسؤولة أي يقرأ عليها من الكتاب، وعجيب منقل رفيع مصلول للركب في المحامل عليه.
وما عجيب لو ترى عجيبا ... رأيت طوداً شامخاً مهيبا
لا موطناً سهلاً ولا قريبا ... صخراً صلخداً صُلَّبا صليبا
ينضي الرِّباع السلس النجيبا ... والخف قد يرى به تنقيبا
فكم ترى مبتهلا منيبا ... لا يسمع الداعي به المجيبا
مع كثرة الزجر ولا الترحيبا ... يسلي الحبيب ذكره الحبيبا
أي يظهر فيه تنقيبا، ويريد لا يسمع لداعي المجيب ولا الترحيب مع كثرة زجر الإبل والحدء.
حتى إذا مرت بنجد الضين ... عامدة جرفة أو ذاقين
لا تتشكى الغرض ذا الوضين ... هاج لها من عدج الحنين
ألافُها لم تحن للجنين ... يا ناق هذا الجد فاسمعيني
المارن المحصد في يميني ... أو تشرقين بدم الوتين
ثم ازلأمت كمهاة العين ... في قلص يمعجن كالسفين
عدجت مثل سجرت بالحنين، نجد الضين، وجرفة، وذ وقين مواضع بين الخارف ووادعه.

الصفحة 242