كتاب صفة جزيرة العرب

يلزمن من بركان كل ملزمه ... ومن عيانٍ وعثه وأكمه
جبل الأدمة بين بكيل ووادعة، وجهنم بئر في أسفله، وطمؤ بلد لبنى معمر بن الحارث بن سعد بن عبدود بن وادعة، وبركان وعيان بلد بني سلمان من أرحب، مصتمة صحيحة الأحساب غير مولدة ومن ذلك الحسب الصتم وألف صتمٌ غير منكسر.
وقد قطعنا قبله شبارقا ... وطالعا وقبله شمالقا
وانصعن من عظالم حزائقا ... معانقاً يحيين ليلاً غاسقاً
حيث البريد لم يكن مفارقا ... فوردت من ليلها الغرانقا
نمت فلاقيت خيالاً طارقا ... من طيف هند، بت لي معانقا
واسترجعت عيني حبيباً شائقاً ... تستلب النوم وتضني العاشقا
شبارق وطالع وشمالق وعظالم والغرانق وهو ماء بالعمشية وهذه مواضع الهجن من أرحب وهم ولد ذعفان وأمهم غرايب فسموا بذلك الهجن بتحريك الجيم وكذلك الهجن من طيء وغيرها.
ثم زجرت نومة الرِّياب ... بقول: قوموا فارحلوا أصحابي
فانتهضوا نشوى بلا تشراب ... إلى نواح سرح الهباب
للحلويِّ النجد ذي الهضاب ... فالعمشيَّات بلا تآبى
ثم عميشاً فاعسفوا أحبابي ... مرَّاإلى مجزعة الغراب
ومن سنام رفض الهضاب ... الماس ماس الريح ذي الإذهاب
الرياب مستثقلوا النوم قال بشر بن ابي خازم: فالفاهم القوم روبى نياما والحلويات نقيلان، والعمشيات بلاد فضاء، وعميش موضع فيه ماء، ومجزعة الغراب موضع، وسنام والماس أكمة سوداء وكل هذه المواضع من بلد الهجن من أرحب.
ثم على الحبط بسير متعب ... إلى بريد الصخرة المنصب

الصفحة 244