كتاب صفة جزيرة العرب

لى خطارير مذاب فادأبي ... ثم إلى العقلة قرباً فاقربي
ثم انده العيس بزجر تطرب ... أمّاً إلى الأعين ذات الأعلب
والشَّرع المخصب عذب المشرب ... وتحت رحلي من بنات الأصهب
دوسرةٌ مثل اللياح الأقبب ... تعتسف السبسب بعد السبسب
الحبط: ماء في واد لاينزح، وخطارير أكمةٌ طويلة ترى من رأس جبل حضور ورأس جبل مسور، والعقلة عقبية وتسمى الخطوة، والأعين عين ماء وعقبة، والأعلب جماعة علب يريد السوائل وهي آخر بلد همدان وحد بلد خولان، واللياح ثور الوحش والأقبب طويل الرَّوق.
حتى إذا أفضت إلى وادي أسل ... وجاءت السهل وخلاها الجبل
قلت لها ةهي تشكى الميس: حل ... ما هو إلا الحلّ ثم المرتحل
ثم ازلافٌ لمحل عن محل ... ودلج الليل وإغفال الكسل
وعسف تهجير إذا الظل اعتدل ... ما سلمت نفسي وعدَّاها الأجل
أو تردي بكة للبيت الحل ... فانجذمت هوجاء كالسِّمع الأزل
سل ظاهر يسكنه من خولان بنو حمرة والحناجر من همدان، وقوله لها حل يريد حلي من زجر النوق، وعداني خلفني، والسِّمع الأزّل الدَّميم وقيل لما كان مؤخر أزلَّ من مقدمه اي انقص.
فقلت يا ناق بجد فاعمديفانجرت مثل الهجان المفرد
تعتسف الفدفد بعد الفدفد ... والصَّيهد الأجرد بعد الصَّهيد
حذرملويٍّ ممرٍّ محصد ... طوت تباراً بعد وادي المطرد
كأنها بعد منام الهجر ... سفينة البحر العظام المزبد
تجور أحياناً وحيناً تهتدي ... يا ناق ما يعنيك جورٌ فاقصدي
قوله يا ناق أي ناقة فرخم، والهجان ثور الوحش، والصهيد القاع المطمئن فيه الحرُّ ويصخد،

الصفحة 245