كتاب صفة جزيرة العرب

والممر السَّوط، وتبار ووادي المطرد موضعان من أسل.
فشمَّرت إذ ضمها الوجيف ... عن الخيام ولها حفيف
يسمع من سديسها الصريف ... كالفحل أومى نحوه العسيف
كأنّها والطَّرد العنيف ... بحيث أسّت دارها ثقيف
ذو خدم في ظهره توقيف ... أجدل يبغي صيده نحيف
أو أرِنٌ وعانة لطيف ... جادله بالأجرع الخريف
الخيام موضع وقرية ثقيف بأسل، يقول كأنها فحل الإبل إذا طمع بخطمه الأجير، وذو خدم صقر موقف الجناحين، والأرن حمار الوحش وذو خدم أي ذو خدمة مخاليبه والواحدة خدمة.
بمكفهر ذي نشاص ماطر ... بادره من وغل الحناجر
كالعير من خوف القنيص الشاخر ... إذا أحسست زجرات الزاجر
إذا دنت مهرية الأباعر ... الوت برحل المدلج المسافر
قد قطعت بعد منام السامر ... سوائل الخانق ذي المآثر
بحيث معتدّ لبريد السامر ... مأمورة في قلصٍ ضوامر
وغل الحناجر موضع بأسل، والحناجر من وادعة، والوغل بين الشعب والوادي، ويريد كالعير الشاخر يمر خوف القنيص، والشخير والسحيل والنهيق من أصوات الحمير، نسب المآثر إلى الخانق وهو موضع لأن فيه سدَّا جاهليّا والبريد السامر دارس الكتاب يقال: عامر الأرض وسامرها أي وعافيها يقال عامرها وغامرها.
خوارجها من جنح ليل داجي ... مخيسات القلص النواجي
مهرية أعيانها سواجي ... حزائقاً بالرُّفق الحجَّاج
نواسلا يرقلن في دمَّاج ... ناجيتها في بعض ما أناجي
ناق صلي التهجير بالادلاج ... مالك عن صعدة من معاج

الصفحة 246