كتاب صفة جزيرة العرب

حيث بريد الصّخرة الصَّلخد ... يا كتن ذات الرُّجمات الجرد
أسقيت تسجام السحاب الرُّمد ... من كل ثجَّاج هزيم الرعد
دار بها حيَّا ندى ومجد ... شهران أخوالى وحيُّ الأزد
الرُّجمات جمعة رجمة وهي الرجام مثل الإكام وهي صخرات دون الهضاب في القاع، والرُّمد السُّود، قال رمد على ضمير سحابات كما قال النعام المجفل على النعامات المجفل.
يا هند لو أبصرت بالأعلام ... أيانقا مثل عروق السَّام
يحملن كلَّ ماجد همام ... واري الزناد بردع قمقام
طبٍّ يوجه الحلّ والإحرام ... وكلٍّ ضغبوسيَّة كهام
وغد طباقا ورع نوام ... ضنٍّ بما في رحله جثام
لا يتقي ملامة اللّوام ... فضَّلت أقواماً على أقوام
أيانقا: أي نوقا حمرا مثل عروق الذهب، بردع: رفيع ومنه بردعة السنام وبردعة النبع، طبّ عالم بالحلال والحرام، ضغبوسية يريد ضغبوساً أي من دون الناس، يقال للفحل إذا لم يهتد للضراب عياياء طباقاء.
إذا انتحوا بالقلّص الشَّمرذله ... أعيبلا يغشون غول الغوَّله
للقاعة الشهباء منها زلزله ... والشعب قد جابت بليل أسفله
فكم طوت من منزل ومرحله ... ومهمه قيِّ وتيه مجهله
ومنهل صعب ووعث جروله ... نواسلاً دخَّله فدخّله
حتى أتت يعرى نواج معمله ... وتحت رحلي عنتريس عنسلة
أعيبل موضع من القاعة والقاعة من ذات عش إلى بنات حرب، زلزلة أي تزلزل بوهصهت بالأخفاف، مجهلة مضلة وغفل لا علم فبه، دخّله أوساطه فأوساطه ويعرى واد لجليحة من خثعم فيه نخل وآبار، قيّ من القواة ومنه جعلناها تذكرةٍ ومتاعاً للمقوين.

الصفحة 254