كتاب صفة جزيرة العرب

من النجار الأعرق الكريم ... كم فيهم من ذي ندى حليم
وعصمة الحي وحصن الجار ... واذكر بحسن الذكر عبد الدار
فرع السرات السادة الأخيار ... في الذروة العلياء من نزار
سدان بيت الله ذي الأستار ... وجاره بالبر خير جار
لهم نجار أيما نجار ... سقياً لهم من معشر أبرار
لم تحمل العيس على الأكوار ... مثلهم يوماً لزند وار
السدان والسدنة الحجبة، وهم الحدادون والحداد الحاجب، حده منعه.
تلك قريش العز في بطاحها ... في ملكها العالي وفي صلاحها
لم تحمل العيس على صفاحها ... مثل قريش العز في ارتياحها
لم تطلب الحاجات لاستنجاحها ... لدى سنين المحل في إلحاحها
عن مثلها للعفو في سماحها ... ولم ترد الخيل عن جماحها
شائكة الأبطال في سلاحها ... بمثلها يعصى على رماحها
شائك من الشوكة ويقلب فيقال شاكي السلاح، ويعصي بالسيوف ولا يعصو.
ودعت من ودعت وسط الحجر ... منهم بلا ذنب ولا عن هجر
بل آذنتني صحبتي للنَّفر ... وهاجني شوق وبعض الذكر
إلى هجان عيطموس بكر ... شقت من الشمس وضوء البدر
فقلت للحادي المجيد المطي: ... طرِّب لها في نعبات الزجر
في أينقٍ كالقطوات الكدر ... ثم النجا قضيت بعض العذر
فقال لي قولاً على إشفاق ... لمّا رأى من شدة اشتياقي
من دمع عين سرب رقراق ... أمؤذنٌ لي أنت بالفراق؟

الصفحة 273