كتاب صفة جزيرة العرب

فقلت: إني قد دنا انطلاقي ... أوصيك بالعهد وبالميثاق
والرفق والصافي من الأخلاق ... وكن على خير وقاك الواقي
وتحت رحلي ذات نحض باق ... مهرية ناتئة الأعراق
أعلو بها الأبطح والصفاحا ... فالفج من نخلته إذ شاحا
تنهض من بوباتها مراحا ... لورد قرن تعجل الرواحا
واضطرحت أثفيَّها اضطّراحا ... حتى إذا ما أتت البراحا
أمت سهيلاً غلساً إذ لاحا ... وشربٌ طاحت به مطاحا
طيا على جلدان وامتساحا ... حتى رأت بأوقح الصباحا
اضطرحت افتعلت من الضرح، وهو حذف الحجارة بحافر رجل الفرس.
واردة بأول الوراد ... براكب ذي همة طراد
مكتحل بالشوق والسهاد ... ثم اغتدت قبل غدو الغادي
فغادرت صفنا على انحراد ... لمسحب وخدا هداها الهادي
ثم على ناهية النجد ... طيا إلى بريد000د
كأنها من خوف ز، ر الحادي ... أحقب مشعوف من الصياد
ثم اغتدت والنجم ما تصوبا ... تؤم في الأفق اليماني الكوكبا
من كركر تغشى الكراع الأخصبا ... وفي كرا تختال ليلاً غيهبا
تعلو من الحرة خشنا أخشبا ... وتارة تعلو سهوبا سهبا
حتى إذا جنح الظلام غربا ... أوردتها أعقاب ليلٍ أجربا
صادية حرَّى تريد المشربا ... ثم اغتدت منه غدواً شوذبا
شوذبا أي منجردا، الأخشب الحرش من الأرض المخالط حزونة خشنة.
مختالة تمرح في هبابها ... كالقينة العذراء في شبابها

الصفحة 274