كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة
أي ـ علماء الكلام ـ يحرفون كلام الله المحكم وكلام رسوله الواضح على غير مراده وقد اشتمل كلامهم من الباطل على مالا يعلمه إلا الله بل فيه من الكذب في السمعيات نظير ما فيه من الكذب في العقليات، حتى انتهى أمرهم إلى القرامطة في السمعيات والسفسطة في العقليات، وهذا منتهى كل مبتدع خالف شيئا من الكتاب والسنة حتى في المسائل العملية والقضايا الفقهية. (1)
(1) بدعة علم الكلام كانت أصلا من أصول الفرقة والتفرق في صفوف المسلمين ويقول ابن عبد الوهاب:" أمر الله بالاجتماع في الدين ونهى عن التفريق فيه فبين الله هذا بيانا شافيا كافيا تفهمه العوام.. ونهانا أن نكون كالذين تفرقوا قبلنا فهلكوا." (2)
(2) يعيب على المتكلمين تسميتهم طريقة رسول الله صلى الله عليه وسلم حشوا وتشبيها وتجسيما مع أنه إذا طالعت في كتاب من كتب الكلام مع زعمهم أن هذا واجب على كل واحد وهو أصل الدين ـ تجد الكتاب من أوله إلى آخره لا يستدل على مسالة منه بآية من كتابة الله ولا حديث عن رسول الله. (3)
(3) حتى في حالة ذكره إذا استشهد بآية أو بحديث يكون التحريف عن موضعه بما يناسب أهواءهم.
(4) أنهم يقرون بأنهم لم يأخذوا أصولهم من الوحي بل من عقولهم مع إقرارهم أنهم مخالفون للسلف.
(5) " وشبهتكم التي ألقيت في قلوبكم أنكم لا تقدرون على فهم كلام الله ورسوله والسلف الصالح وقد قدمنا أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: " لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة". فتأمل هذا الشبهة أعني قولكم لا تقدرون على ذلك وتأمل ما حكى الله عن اليهود في قوله: {وَقَالُوا قُلُوبُنَا غُلْفٌ بَلْ لَعَنَهُمُ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ} (4) وقوله: {إِنَّا جَعَلْنَاه قُرْآناً عَرَبِيّاً
__________
(1) الدرر السنية ـ كتاب العقائد ـ جـ 1 ص102
(2) المرجع السابق ـ جـ 1 ص99
(3) المرجع السابق.
(4) سورة البقرة: 8
الصفحة 103
263