كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

الشاملة1. والممتدة بآثارها عبر المكان وعلى امتداد الزمان.
أما امتدادها عبر المكان فقد ذكر أكثر من باحث أن الزعيم الهندي المسلم السيد أحمد الذي قاد كفاح مسلمي البنجاب ضد الغزو الاستعماري الإنجليزي كان يحمل بين جنبيه عقيدة محمد بن عبد الوهاب حتى وصفة بعضهم قائلاً " فقام في شمال الهند الزعيم الوهابي المسلم السيد أحمد مستفزاً مسلمي البنجاب وأنشأ دولة وهابية2وهذه الحركة الإسلامية بين مسلمي الهند وصفت بقوة أثرها وجزيل نفعها، وقد دونت أخبارها في سفر وضعة، مولوي إسماعيل الدهلوي الذي كان صديقا وفيا للسيد أحمد وعنوانه " تنويه الإيمان"وفيه يكافح المؤلف في همة وغيرة كل صفوف الشرك ويهب بالمسلمين أن يعتصموا بالتوحيد الصحيح.
كما أن أثر الدعوة الوهابية في آسيا لم يقتصر على القارة الهندية بل تجاوزها إلى جاوا وأقصى جزر الهند الشرقية التي عرفت بإندونيسيا فقد عاد بعض حجاج هذه البلاد إلى أوطانهم يحملون تأثيرا عميقا بالحركة الوهابية ومنذ عودتهم إلى وطنهم في سو مطره عام 1803م بدأوا في نشر الإسلام بين مواطنيهم "ثم أخذوا في التشدد في التوحيد الذي تقول به الطائفة الوهابية"3 وكانت لهم مواقفهم الثابتة فى مواقفهم الثابتة في جهاد الاستعمار الهولندي.
وفي أفريقيا كان للدعوة الوهابية أثر كبير في نشاط الحركات الإسلامية.
فحركة السنوسي شمال أفريقية اتسم صاحبها بالميل " إلى بعض المبادئ الوهابية "4 أما أعماق القارة الأفريقية فقد قاد الداعية المجاهد
__________
(1) ابن بشر. عنوان المجد في تاريخ نجد مع تعليق المحقق ص 163.
(2) هـ أل فيشر |. تاريخ أوربا في العصر الحديث. تعريب أحمد نجيب هاشم ص: 38 جولد تسيهر. العقيدة والشريعة. ص 83 عباس محمود العقاد، الإسلام في القرن العشرين. ص: 69وأيضا أحمد عبد الغفور عطار، محمد بن عبد الوهاب، ص:208
(3) سير. ت. أر نولد الدعوة إلى الإسلام. ت.حسن إبراهيم حسن، عبد المجيد عابدين إسماعيل النحراوي. ص 312
(4) ل. ستودارد. حاضر العالم الإسلامي. ج 2 ص:398

الصفحة 229