كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

المسلم عثمان دنفديو حركة إسلامية حاربت البدع والخرافات ووحدت سائر القبائل في مساحات شاسعة من أواسط القارة واستطاع بالأفكار التي تلقاها من الفكر الوهابي لدي حجة بمكة المكرمة أن يغير وجه الحياة لشعبه ولمن دخل الإسلام من الوثنين فكانوا مثلا رائعا في حسن الخلق والمعاملة الطيبة وتوارث خلف"عثمان دنفديو" الدعوى الإسلامية حتى انتهي الأمر إلى الرئيس أحمد وبلو"1 كما أن حركة الزعيم السوداني محمد أحمد المهدي لم تخل من تأثر بالحركة الوهابية.
ومهما قيل عن الطابع الاستقلالي لهذه الحركة وغيرها، مما قد يفسر بأنها تعود في نشأتها إلى الظروف المحيطة بكل حركة، إلا أن قرب عهدها وتعاصرها مع انتصار الحركة الوهابية2وذيوع أمرها يرجح تأثر هذه الحركات بدعوة محمد بن عبد الوهاب، خصوصا إذا علمنا بأن كافة الحركات الإسلامية التي أشرنا إليها اعتنقت فكرة الجهاد سبيلاً في مواجهة الاستعمار الذي يهددها من الخارج والاستبداد السياسي الذي يهددها من الداخل وكان الجهاد على ما قدمنا أحد ركيزتين أساسيتين قامت عليهما الدعوة الوهابية، والركيزة الثانية هي الاجتهاد. والحق أن حركات الإصلاح اللاحقة لحركة محمد بن عبد الوهاب لم تكن تتجاوز في أصولها الاعتماد على أي من هاتين الركيزتين فبينما اعتمد الزعيم جمال الدين الأفغاني على إثارة وعي المسلمين لجهاد الاستعمار، فقد جنح الإمام محمد عبده إلى تجديد الفكر وتطوير الأزهر وفتح باب الاجتهاد أمام علمائه، وكان للحركة الوهابية فضل الجمع بين الاجتهاد والجهاد مما يؤكد تأثر جميع الحركات الإصلاحية بها على نحو أو أخر.
ومما مكن لدعوة محمد بن عبد الوهاب من التأثير في عالم الفكر الإسلامي اهتمام الشيخ حال حياته بتثقيف وتخريج أكبر عدد من التلاميذ الذين يعتنقون فكره ومنهجه علما وعملا، وقد أثمرت جهوده فى هذا المجال، فتخرج على يديه جيل نشط من العلماء العاملين عنت بذكرهم وإيراد سيرهم
__________
(1) سير. ت.ارنولد. الدعوة إلى الإسلام _ 276 وأيضا أحمد عبد الغفور _ محمد بن عبد الوهاب _ ص213_217
(2) عبد الكريم الخطيب_ الدعوه الهابية_ ص 116 _120

الصفحة 230