كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

التوحيد مجاهدا بسيفة حتى وفاته عام 1285هـ.
كما كان تلاميذ محمد بن عبد الوهاب أوفياء لمنهج شيخهم في بناء المجتمع المسلم على العقيدة وحدها دون العصبية الجاهلية التي سادت نجداً قبل ظهور الشيخ فكان الكثير من تلاميذه ممن هاجروا من بلادهم إليه في الدرعية وهي محاصرة من جميع النواحي بعداء متصل مع سائر القبائل. نذكر من هؤلاء التلاميذ الذين هاجروا إلى الدعية وآثروا صحبة الفكر والعقيدة علي عزوة الأهل والقبيلة الشيخ بن غنام1.
والشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر2 الذي ضرب مثلا رفيعا في
__________
(1) هو: حسين بن أبي بكر بن غنام الإحسائي المالكي مذهبا التميمي نسبا ولد ببلدة المبرز بالإحساء ونشأ بها وقرأ على علماء وقته في الاحساء ثم نزح من الاحساء إلى مدينة الدرعية فقدمها على الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود الشيخ محمد بن عبد الوهاب فأكرماه وأنزلاه المنزلة الرفيعة، فاستقر في الدرعية وجلس فيها لطلبة العلم يقرأون عليه علم النحو والعروض ومن مؤلفاته: كتاب التاريخ الذي سماه: روضة الأفكار والأفهام لمرتاد حال الإمام وتعداد غزوات ذوي الإسلام" وهو الكتاب الذي عكف على تحريره وتحقيقه الدكتور ناصر الدين الأسد والشيخ عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم آل الشيخ وسمياه تاريخ نجد، وقد أشرنا إليه في الفصل الثاني من الباب الأول من هذا البحث كما ترك مؤلفا آخر هو العقد الثمين في أصل الدين. أما كتابه في التاريخ فقد طبع ثلاث مرات: الأولى سنة 1331هـ في بمباي بالهند والثانية بمصر بمطبعة البابي الحلبي عام 1368 هـ والطبعة الثالثة عام 1382هـ بمطبعة المدني تحقيق الدكتور ناصر الدين الأسد وهي الطبعة التي اعتمدنا عليها خصوصا في الجزء الخاص برسائل وفتاوى ابن عبد الوهاب.
انظر: ابن بشر، عنوان المجد في تاريخ نجد جـ 1 ص: 199وايضا عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ، مشاهير علماء نجد. ص: 147.
(2) هو العالم العلامة المحقق الشيخ حمد بن ناصر بن عثمان بن معمر النجدي التميمي من آل معمر أمراء العيينة نزح منها واستوطن مدينة الدرعية وقرأ فيها علي شيخ الإسلام محمد بن عبد الوهاب وعلى وعلي الشيخ أبي بكر بن حسين ابن غنام نزيل الدرعية وعلى الشيخ سليمان بن عبد الوهاب وبعد ذلك جلس للتدريس بمدينة الدرعية فأخذ عنة العلم خلق كثير منهم: الشهيد سليمان بن الشيخ محمد بن عبد الوهاب والعالم الكبير عبد الرحمن بن حسن وابنه عبد العزيز بن حمد بن معمر والشيخ عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين وله عدة رسائل أجاب فيها علي أسئلة علمية لو جمعت لبلغت مجلدا ضخما ولكنها طبعت متفرقة في مجاميع الرسائل والمسائل النجدية التي طبعت بمطبعة المنار أولا ثم بمطبعة أم القرى في مكة المكرمة ثانيا- تولى قضاء الدرعية ثم وولي قضاء مكة بعد أن دخلها الإمام سعود بن عبد العزيز ثم توفي بها سنة ألف ومائتين وخمس وعشرين من الهجرة في أول شهر ذي الحجة وصلى علية تحت الكعبة المشرفة. انظر عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ مشاهير علماء نجد ص 157 وما بعدها.

الصفحة 233