كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

صدق الالتزام بمنهج الدعوة الوهابية، وكان بحق نموذجا علميا لتحقيق فكر محمد بن عبد الوهاب في أن يجعل الإنسان المسلم حبه ومودته لن تجمعهم به رابطة التوحيد وبغضه لمن حاد الله ورسوله عملا بقوله تعالى: {لا تَجِدُ قَوْماً يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْأِيمَانَ} 1فقد كان الشيخ حمد من آل معمر أهل العيينة وأمرائها وقد سبق لهم أن خرجوا محمد بن عبد الوهاب من بلدتهم على فلجأ إلى الدرعية ثم دخل أهل العيينة في جماعة التوحيد وبايعوا بن عبد الوهاب على ذلك ولكن لم يلبث أن استراب أهل الدرعية أمير العيينة عثمان بن معمر جد الشيخ حمد بوشاية أهل العيينة الذين لم يلبثوا أن قتلوا أميرهم عثمان بن معمر2 ولكن هذه الضغائن لم تمنع الشيخ حمد من أن يكون تلميذا وفيا لمحمد بن عبد الوهاب وفكره ومنهجه وكانت له اليد الطولى في الدفاع عن هذا الفكر قولا وعملا 3.
__________
(1) سورة المجادلة: آية: 22.
(2) ابن بشر: عنوان المجد في تاريخ نجد جـ 1 ص: 39 لدى ذكر حوادث 1163هـ.
3 وكان الشيخ حمد هو رسول الدعوة الوهابية الذي أوفدة الإمام عبد العزيز بن محمد بن سعود إلى الشريف غالب شريف مكة عام 1211هـ "فجرت المناظرة بينه وبين علماء مكة المكرمة في مسألتين: مسألة قتال الموحدين الناس ومسألة دعوة الأموات وكان حمد بن ناصر يأتي لبيان حجته بالدليل القاطع والبرهان الواضح من كتاب الله وأحاديث رسوله الصحيحة وأقوال الأئمة وأتباعهم المتقدمين الأخيار فأضطرهم بذلك إلى التسليم له في المسألة الأولى والاعتراف بالحق بعد أن لجوا في المغالطة والعناد حينا ولكنهم أنكروا وجود ما ذكره لهم من مشاهير الشرك بدعوة الأموات وجحدوا أن يكون ذلك واقعا في البلاد....ومن أعجب ما قاله كبيرهم لحمد بن ناصر قوله: أنني لا أطالبك بما قاله علماء المذاهب سوى ما قال به إمامي أبو حنيفة لأنني مقلد له فيما قال فلا أسلم لسوى قوله ولو قلت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قال ذو الجلال لأنه أعلم مني ومنك بذلك فلما انقضت المناظرة طلبوا من حمد بن ناصر بن معمر تأصيل براهينه وحججه وتسجيل ما ناظرهم به فكتب في ذلك رسالة مفيدة انظر حسين بن عنام. تاريخ نجد. ص 200.
ابن بشر. عنوان المجد في تاريخ نجد. ج1 ص 148 وتعليق المحقق بالهامش إن هذه المناظرة جرت في شهر رجب 1211 وأنه أشار إليها الشيخ محمد بن على الشوكاني حيث قال في الجزء الثاني من كتابة: البدر الطالع ص (7) ما نصه: وبلغنا أنه وصل إلى مكة بعض علماء نجد لقصد المناظرة فناظر علماء مكة بحضرة الشريف في مسائل تدل على ثبات قدمه وقدم صاحبه في الدين =

الصفحة 234