كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

وفي نفس الوقت تابع تلاميذ محمد بن عبد الوهاب منهجه في تخريج أجيال متتابعة من التلاميذ ذوي الإخلاص والغيرة، وكان من أثر هذا التتابع أن بقي للفكر الوهابي تأثيره في مجالات الفكر الإسلامي إلى عصرنا الحاضر، وقد حرص دعاة فكر محمد بن عبد الوهاب على جمعه مسلسلا على امتداد الأجيال فصدرت مطبوعات للرسائل والكتب المتضمنة لهذا الفكر نخص منها بالذكر: مجموعة الرسائل والمسائل النجدية في ثلاثة أقسام، وقد توفر على ترتيبها أحد دعاة الفكر الوهابي فأخرجها باسم: الدرر السنية في الأجوبة النجدية1وقد حفلت بنماذج من أجوبة علماء الدعوة الوهابية على ما كان يردهم من أسئلة من مختلف أنحاء العالم الإسلامي2ويستطيع الباحث من هذه الأجوبة أن يلمس وحدة الفكر في المسائل التي تعلقت بها الأجوبة رغم تعدد العلماء الذين أولوا بهذه الأجوبة على امتداد الفترة من محمد بن عبد الوهاب إلى اليوم، مما يدل على عمق تأثير محمد بن عبد الوهاب في تلاميذه وتلاميذهم من بعدهم وعلى أن هذا التأثير جاوز نطاق الجزيرة العربية إلى أنحاء شتي من العالم الإسلامي.
والحق أن ما عمق هذا التأثير الفكري وعززه، تأثير محمد بن عبد الوهاب في الجانب السياسي وهو ما سنعرض لبيانه فيما يلي.
__________
=هذا وقد طبعت المناظرة ضمن مجلد وعنوانها: الفواكه العذاب في الرد على من لم يحكم السنة والكتاب.
(1) تم طبعها عدة مرات وآخر طبعة وقعت في أثنى عشر جزءا وهى من مطبوعات دار الإفتاء بالمملكة العربية السعودية.
(2) وتحفل هذه الأجوبة بردود على أسئلة ترد إلى علماء نجد من هيئات علمية في الخارج، مثل الجواب الذي حرره شيوخ الدعوة الوهابية جوابا لعلماء الهند على استفتائهم فيما شجر بينهم وبين العالم الهندي أبى الوفاء ثناء الله حول مسائل أخذوها عليه في تفسيره لبعض آيات القرآن الكريم. وقد جاء في جواب علماء نجد حول تفسير الاستواء "إن الذي عليه أهل السنة والجماعة قاطبة وقولهم الشامل في هذا الباب انهم يصفون الله سبحانه وتعالى بما وصف به نفسه في كتابه ووصفه به رسوله الله صلى الله عليه وسلم ووصف به السابقون الأولون من غير تحريف ولا تعطيل ومن غير تكييف ولا تمثيل" الدرر السنية في الأجوبة النجدية ح1 ص 15،16

الصفحة 235