كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

حاول بعض الكتاب العرب المحدثين تفنيد هذه الروايات ودحضها والتدليل على أن ابن عبد الوهاب لم يتجاوز في رحلاته نطاق الجزيرة العربية (1) .
ولئن كان المستشرقون معذورين في احتفائهم برواية لمع الشهاب وتعويلهم عليها سواء كان ذلك لاختصار ابن غنام وابن بشر أو لعدم وقوفهم على هذه الرواية أصلا ـ وهو ما نرجحه ـ فإن الكتاب العرب الذين حذوا حذوهم ونسجوا على منوالهم لا عذر لهم في ذلك وعلى الأخص هؤلاء الكتاب الذين توثقت صلاتهم بالحركة الوهابية ومصادرها، ولذا كان عجيبا أن يذهب واحد من هؤلاء إلى القول بأن محمد بن عبد الوهاب قد ارتحل إلى اليمن دون أن يسند روايته هذه إلى أي مصدر (2) . وهو ما دعا أحد الكتاب إلى الإشارة إليه مستغربا وأن كان بدوره قد رجح أن محمد بن عبد الوهاب عاش فترة في بغداد (3) خلافا لما ذكرته المصادر النجدية.
وايا كان الأمر فالمصادر النجدية الوثيقة. تجمع على ما أسلفنا الإشارة إليه من أن مسرح رحلات محمد بن عبد الوهاب لم يتجاوز نطاق الجزيرة العربية
__________
المتعال الصعيدي: المجددون في الإسلام ص 437، د. فيليب حتي تاريخ العرب جـ 1 ص 871.محمد فريد بك: تاريخ الدولة العلية العثمانية ص 201 وأيضا
محمد عبد الله ماضي: النهضات الحديثة في جزيرة العرب: ص43.
(1) أحمد علي: آل سعود. هامش ص 10 إذ ذكر ما ناصه:" لقد خلط كثير من الناس ممن كتبوا عن الشيخ محمد بن عبد الوهاب في البلاد التي ارتحل إليها فقال بعضهم أنه ذهب إلى الآستانة وقال بعضهم إلى أصفهان وهمذان وقم ومنشأ هذا الخلط هو بعض الأوروبيين مثل المستشرق مارجيليوت الذي ذكر في دائرة المعارف الإسلامية أنه تزوج في بغداد إمرأة وماتت بعد زمن وورث الشيخ منها ألفي دينار وأنه رحل إلى بلاد الكرد وهمدان وقد ذكر نفس الرواية من ـ الأوروبيين الرحال برجس وزويمر ويلجريف كما وقع في هذا الخطأ مؤلف كتاب لمع الشهاب في سيرة محمد بن عبد الوهاب الذي نقل عنه الشيخ حافظ وهبه في هامش كتابه جزيرة العرب في القرن العشرين ص 336 (الطبعة الأولى) أن الشيخ رحل إلى فارس وتعلم الحكمة المشرقية وصنع البنادق وتحضير الذخيرة".
(2) محمد حامد الفقي: أثر الدعوة الوهابية ص 65.د. منير العجلاني: تاريخ البلاد العربية السعوديةج1 ص:201
(4) المرجع السابق: ص 196.

الصفحة 31