كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

(4) شيوخه:
استبان لنا من دراسة نشأة محمد بن الوهاب أنه درج في بيئة علم ودين فتلقى العلم مبكراً، وتفقه على مذهب الإمام أحمد، وهو ما تذهب إليه سائر المصادر والتي تناولت سيرته، ولم نقع على ما يخالف ذلك إلا ما ذكره صاحب كتاب الخطط التوفيقية (1) من " إنه تعلم مذهب أبي حنيفة " إلى قوله " فأخذ يقرر مذهب أبي حنيفة".وعنه نقل صاحب كتاب تاريخ الدولة العلية العثمانية (2) ".
وتفقه محمد بن عبد الوهاب على مذهب الإمام أحمد يأتي موافقا لما هو سائد قديما وحديثا بين أهل نجد، فمن المتواتر عنهم" أنهم في الفروع على مذهب الإمام احمد" (3) .وقد روي عن محمد بن عبد الوهاب شدة تمسكه بهذا المذهب واعتزازه به وأنه كان يتمثل بأبيات منها:
بأي لسان أشكر الله إنه ... لذو نعمة قد أعجزت كل شاكر
هداني إلى الدين القويم تفضلا ... علي بالقرآن نور البصائر
وبالنعمة العظمى اعتقاد ابن حنبل ... عليه اعتقادي يوم كشف السرائر (4)
وبين شيوخ المذهب الحنبلي يبرز شيخ الإسلام بن تيمية وتلميذه ابن القيم باعتبارهما صاحبي الأثر الفذ في تكوين عقيدة محمد بن عبد الوهاب وتحديد فكره ومنهجه وطالما صرح هو بذلك مبديا إعجابه بالشيخين واعتزازه بمؤلفاتهما (5) حتى أصبح من المسلمات لدى الباحثين في الحركة الوهابية وزعيمها أنها هي التحقيق العملي لفكر ابن تيمية وتلاميذه الحنابلة (6) .
__________
(1) علي مبارك باشا: الخطط الجديدة التوفيقية ج 12 ص 83
(2) محمد فريد بك: تاريخ الدولة العلية العثمانية ص: 201.
(3) محمود شكري الآلوسي: تاريخ نجد ص: 45.
(4) ابن بشر: عنوان المجد في تاريخ نجد ج 1 ص: 116 وأيضا.
(5) أمين الريحاني: تاريخ نجد الحديث وملحقاته ص: 49.
(6) ابن غنام: تاريخ نجد ص 215

الصفحة 33