كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

ومما يثير العجب أن محمد بن عبد الوهاب الذي تعرض للخلط في شأن رحلاته حتى نسب إليه أنه رحل وزار معظم بلاد العالم القديم وتعلم في رحلاته شتى ألوان المعرفة رماه آخرون بأنه:" لم يتلق العلم عن أشياخ، وقد بادر تلاميذه بالرد على هذه الدعوى الأخيرة بالدحض والتفنيد وأخصهم حفيده عبد الرحمن بن حسن بن محمد بن عبد الوهاب في رسالة المقامات (1) فذكروا أنه رحل إلى البصرة حيث تلقى العلم عن علمائها ومنهم محمد المجموعي البصري وإلى المدينة حيث تلقى عن الشيخ محمد حياة السندي وعبد الله بن إبراهيم آل سيف وإلى الإحساء حين استمع من عبد الله بن فيروز أبو محمد الكفيف، وكان ذلك بعد أن تأسست معارفه الفقهية بالتلقي عن أبيه وعم إبراهيم بالعيينة. (2)
وإلى جانب هؤلاء الشيوخ الذين ورد ذكرهم في معظم المصادر تتحدث بعض المصادر عن شيوخ آخرين أخذ عنهم وانتفع بمصاحبتهم منهم:" الشيخ على الداغستاني، والشيخ إسماعيل العجلوني والشيخ عبد اللطيف العفالقي الأحسائي والشيخ محمد العفالقي الأحسائي (3) ويضيف آخرون إليهم:
" الشيخ شهاب الدين الموصلي قاضي البصرة والشيخ حسن الاسلامبولي من علماء البصرة والشيخ زين الدين المغربي والشيخ حسن التميمي (4) .
غير أن المصادر التي ذكرت هؤلاء الشيوخ لم تفسح مجالا كافيا لترجمة أحد منهم والتعريف بهم على وجه البيان عدا ما ورد عن الشيخين: محمد حياة
__________
=وأيضاً: جولد تسيهر: العقيدة والشريعة في الاسلام ص: 238،
د. فيلييب حتى تاريخ العرب. ج1 ص 87
عبد المتعال الصعيدي: المجددون في الاسلام ص 438 وأيضاً أمين الريحاني: تاريخ نجد الحديث وملحقاته ص: 49
(1) عبد الرحمن العاصمي القحطاني: الدرر السنية ج1 ص215
(2) المرجع السابق ص: 216،
د. منير العجلاني: تاريخ البلاد العربية السعودية ج1 ص: 202،
عبد الرحمن بن عبد اللطيف آل الشيخ: مشاهير علماء نجد. ص: 17،
ابن غنام: تاريخ نجد ص: 76 وأيضاً.
ابن بشر: عنوان المجد في تاريخ نجد ص: 19
(3) محمد حامد الفقي: إثر الدعوة الوهابية ص: 47
(4) عبد الله الرويشد: محمد بن عبد الوهاب في التاريخ ج1 ص:12،13

الصفحة 34