كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

وهبطوا مهبطا بعيد القرار ولو عاد صاحب الرسالة إلى الأرض في ذلك العصر ورأى ما كان يدهي الإسلام لغضب أطلق اللعنة على من استحقها كما يلعن المرتدون وعبدة الأوثان" (1) .
وقد ظفرنا في نصوص محاضرة الشيخ محمود شلتوت التي أثبتناها في الهامش بتحليل عميق لعلل الفكر الإسلامي في القرون المتأخرة والتي عرض لها من خلال دراسة أحوال الأزهر " ولا ينبئك مثل خبير " فقد عرض لقضايا الجمود الفكري والتقليد المذهبي وقفل باب الاجتهاد ومعاداة أصحاب الآراء المجتهدين ممن نضحت عقولهم وأدركوا أسرار الشريعة وقد أردنا إثبات هذا التحليل القيم لفائدتين جليلتين.
الأولى:
إن التحليل عرض لتخلف الفكر الإسلامي في القرون المتأخرة إبتداء من القرن التاسع الهجري إلى القرن الرابع عشر أي أنه عرض لسمات الفكر الإسلامي قبل ظهور محمد بن عبد الوهاب وخلال حياته وإبان حركته ومن بعد ذلك.
الثانية:
إن القضايا التي عرض لها هذا التحليل هي بذاتها القضايا التي دار حولها اعنف الجدل بين محمد بن عبد الوهاب ومخالفيه المعاصرين له واللاحقين عليه وكان للشيخ محمد بن عبد الوهاب حيال هذه القضايا من الآراء ما كان سببا للحكم عليه من قبل علماء الأزهر بأحكام معينة وسنعرف من خلال الدراسة
__________
العقل والسمع، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب ما خف على أمته.
وورث الأزهر فكرة كان لها الأثر خطير في انحرافه عن سبيل التفكير الصحيح وتقدير الآراء بقيمتها العملية. خي خطي المعاداة لطائفة من العلماء نضجت عقولهم وأدركوا أسرار الشريعة وخالفوا الناس في كثير مما درجوا عليه وتحرروا من الاغلال التي قيد المقلدون بها أنفسهم فحكم الأزهر عليهم بأحكام جائزة. د. محمد عبد المنعم خفاجي. الأزهر في ألف عام ط. أولى. ص10 وما بعدها.
(1) لوثروب ستودار. حاضر العالم الاسلامي ـ ص 34.

الصفحة 52