كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

بالعلم بها علما يقترن بتطبيقها تطبيقا عملياً، فنراه يتحدث عن الصلاة فيقول: "رجل قال شروط الصلاة تسعة، ثم سردها كلها، فإذا رأى رجلا يصلى عريانا بلا حاجة أو على غير وضوء أو لغير قبلة ولم يدر أن صلاته فاسدة لم يكن قد عرف الشروط ولو سردها كلها، أو رأى من لا يقرأ الفاتحة ومن لا يركع ومن لا يجلس للتشهد ولم يفطن أن صلاته باطلة لم يكن قد عرف الأركان ولو سردها.
ونلمح في سياق النص السابق أن الشيخ بعد أن أوضح ارتباط العلم بالعمل، وضع يده على النتيجة العملية من هذا الربط ألا وهو وجوب: الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فكما أن ثمرة تقرير وجوب العلم والحض على طلبه التزام العالم بالدعوة إلى الله بالحكمة الموعظة الحسنة فإن ثمرة ارتباط العلم بالعمل التزام العالم العامل: بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
وقد كان الشيخ وفيا لمنهج في الربط بين العلم والعلم وما يستلزمه ذلك من الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وقد تجلى هذا الوفاء منذ الوهلة الأولى لحياة الشيخ، وهو الذي أعطى لهذه الحياة وما عاصرها وصف الحركة فقيل بالحركة الوهابية إشارة على أنها ليست مجرد دعوة إلى الإصلاح إنما هي أمر به وحمل للناس عليه، فما أن استقر بالشيخ المطاف في العيينة والتف حوله بعض الاتباع، وخلص لهم فهم التوحيد الخالص لله على النحو الذي استوعبه الشيخ حتى ندبهم لتطبيق ما فهموه على مظاهر الحياة من حولهم بحرب كل ما يلوث معنى التوحيد." وكان بالعيينة كغيرها من قرى نجد الكثير من القباب والأوثان والأشجار التي يعظمها الجهال فطلب ابن عبد الوهاب من أمير العيينة عثمان بن حمد بن معمر أن يزيل تلك الأوثان والقباب لمخالفتها لعقيدة التوحيد الصافية فاستجاب الأمير لذلك وتم هدم القباب والأوثان والأشجار." (1)
وقد كانت همة الشيخ في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر هي حجر
__________
(1) د. منير العجلاني. تاريخ البلاد السعودية ص255
د. عبد الرحيم: الدولة السعودية الأولى ص42 ـ 46
وأيضا سيد محمد إبراهيم. تاريخ المملكة العربية السعودية ص135
وايضا بن بشر. عنوان المجد في تاريخ نجد جـ 1 ص10

الصفحة 94