كتاب الشيخ الإمام محمد بن عبد الوهاب ومنهجه في مباحث العقيدة

الزاوية في تميزه عن سائر علماء عصره، وهي السمة التي ميزت أهل نجد عن سائر الناس إبان حركة الشيخ عندما سأل عالم من أهل المدينة عن سبب الاختلاف بين أهل نجد وبين الناس أجابه الشيخ محمد بن عبد الوهاب: " سألت عن سبب الاختلاف الذي هو بيننا وبين الناس فما اختلفنا في شيء من شرائع الإسلام من صلاة وزكاة وصوم وحج وغير ذلك ولا في شيء من المحرمات. الشيء الذي عند الناس زين هو عندنا زين والشيء الذي عندهم شين هو عندنا شين إلا أننا نعمل بالزين ونغصب بالزين عندنا عليه وننهي عن الشين ونؤدب الناس عليه (1) ".
وبنفس المعنى كتب إلى السويدي عالم العراق:" وأيضا ألزمت من تحت يدي بإقامة الصلاة وإيتاء الزكاة وغيرها من فرائض الله ونهيتهم عن الربا وشرب المسكر وأنواع المنكرات (2) .
وكان أتباع الشيخ منفذين لفكرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل بلد فتحوه فعندما دخلوا الحجاز ولم يكن للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في أهله إلا اسمه وانمحى أثره ورسمه فما أن دخلوا في طاعة أمير نجد وبايعوه على الكتاب والسنة حتى" رفعت المكوس والرسوم وكسرت آلات التنباك ونودي بتحريمه وأحرقت أماكن الحشاشين والمشهورين بالفجور ونودي بالمواظبة على الصلاة في الجماعات وعدم التفريق في ذلك بأن يجتمعوا في كل صلاة على إمام واحد (3) "
ولم يكتف الشيخ بربط العلم بالعمل، بل فصل درجات الإخلاص في العمل بما يتضمن الحض على التسامي فيه حتى يكون القصد منه وجه الله الكريم وبين أن من دون هذه المرتبة العليا مراتب أدنى مناط كل منها نية العبد، فهو يقول رحمه الله:" إذا أمر الله العبد بأمر وجب عليه في سبع مراتب:
العلم به، 2. محبته، 3.العزم على الفعل، 4.العمل.
__________
(1) د. منير العجلاني. تاريخ البلاد السعودية ص280
(2) ابن غنام، تاريخ نجد ص360
(3) محمد بشير السهواني الهندي: صيانة الانسان عن وسوسة الشيخ دحلان ص436

الصفحة 95