كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)
ويكثر حذفها إذا كانت مسبوقة بشيء، ولكنه غير ملتزم التزامه في الابتداء قال الله تعالى (2 - 32) : (خذوا ما آتيناكم) ، وقال سبحانه (7 - 31) : (خذوا زينتكم) ، وقال (2 - 177) : (وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر) ، وقال (7 - 31) : (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا) .
فأما في المضارع: فلم يحذفوا الهمزة منهما، بل أبقوها على قياس نظائرهما، قال الله تعالى (7 - 144) : (وأمر قومك يأخذوا بأحسنها) وقال جل شأنه (4 - 2) : (ولا تأكلوا أموالهم إلى أموالكم) .
ثانيا: أمر وسأل، حذفوا همزتهما من صيغة الامر أيضا، ثم حذفوا همزة
الوصل استغناء عنها، فقالوا: " مر، وسل " إلا أنهم لا يلتزمون هذا الحذف إلا عند الابتداء بالكلمة، فإن كانت مسبوقة بشيء لم يلتزموا حذفها، بل الأكثر استعمالا عندهم في هاتين الكلمتين حينئذ إعادة الهمزة - التي هي الفاء أو العين - إليهما، قال الله تعالى (3 - 211) : (سل بنى إسرائيل) وقال (1 - 72)) : (فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون) ، وقال (20 - 132) : (وأمر أهلك بالصلاة) .
فأما في صيغة المضارع: فإنها لا تحذف، قال الله تعالى (2 - 44) :) أتأمرون الناس بالبر وتنسون أنفسكم) وقال (3 - 110) : (كنتم خير أمة أخرجت للناس تأمرون بالمعروف) ، وقال (5 - 101) : (لا تسألوا عن أشياء إن تبدلكم تسؤكم، وإن تسألوا عنها) .
فوزن " مر، وخذ، وكل " عل، ووزن " سل " فل.
الصفحة 278
344