كتاب شرح ابن عقيل على ألفية ابن مالك (اسم الجزء: 4)

في نحو قوله تعالى (14 - 12) .
(ولنصبرن على ما آذيتمونا) والثانية نون ساكنة، مثل الواقعة في قول النابغة الجعدى.
فمن يك لم يثأر بأعراض قومه ... فإنى - ورب الراقصات - لأثأرا
وقد اجتمعتا في قوله تعالت كلمته (12 - 32) : (ليسجنن وليكونا من الصاغرين) .
وليس كل فعل يجوز تأكيده، بل الأفعال في جواز التأكيد وعدمه على ثلاثة أنواع: النوع الأول: ما لا يجوز تأكيده أصلا، وهو الماضي، لان معناه لا يتفق مع ما تدل عليه النون من الاستقبال.
النوع الثاني: ما يجوز تأكيده دائما، وهو الامر، وذلك لأنه للاستقبال البتة.
النوع الثالث: ما يجوز تأكيده أحيانا، ولا يجوز تأكيده أحيانا أخرى، وهو المضارع، والاحيان التي يجوز فيها تأكيده هي.
أولا: أن يقع شرطا بعد " إن " الشرطية المدغمة في " ما " الزائدة المؤكدة، نحو " إما تجتهدن فأبشر بحسن النتيجة "، وقال الله تعالى (8 - 58) : (وإما تخافن من قوم خيانة) وقال (19 - 26) : (فإما ترين من البشر أحدا) ، وقال (8 - 47) : (فإما تثقفنهم) ، وقال (7 - 200) : (إما ينزغنك من الشيطان نزغ فاستعذ بالله) .
ثانيا: أن يكون واقعا بعد أداة طلب، نحو " لتجتهدن، ولا تغفلن، وهل تفعلن الخير؟ وليتك تبصرن العواقب، وازرع المعروف لعلك تجنين ثوابه، وألا تقبلن على ما ينفعك، وهلا تعودن صديقك المريض "، قال الله تعالى (14 - 42) : (ولا تحسبن الله غافلا) .

الصفحة 317