كتاب شرح الأربعين النووية للمناوي حـ 29 - 35

كلٌّ منهما إلى جهةٍ، فكلّ منهما يعتقد خطأ صاحبه، ويحرم عليه الاقتداء به، وهما معذوران مأجوران، ولا تحسبنَّ هذا قياسًا فاسدًا؛ إذ هو قياسُ أصلٍ على فرعٍ، وقطعيٍّ على اجتهاديٍّ) (¬1).
(ولا تدابروا) من الإدبار الإعراض المؤدِّي إلى التقاطع، أي: لا يَعْرِضْ بعضكم عن بعضٍ كراهةً فيه ونفرةً منه؛ لأنَّه يؤدِّي إلى تضييع ما يجب من حقوق الإسلام من الإعانة والنصرة ونحوهما.
وقال الطوفيُّ: (لا تلازُمَ بين التَّباغضِ والتَّدابر؛ إذ قد يُبْغضُ رَجُلٌ (¬2) آخَرَ عادةً ويوفِّيْهِ حقَّه، وقد يُعْرِضُ عنه أدبًا أو تأديبًا أوْ خوفَ تُهْمَةٍ (¬3)) (¬4).
قال الحافظ العراقيُّ: (ومعنى تباغضوا وتدابروا متداخلٌ متقاربٌ) (¬5) (¬6).
¬_________
(¬1) التعيين في شرح الأربعين (298 - 299).
(¬2) في (ب): الرجل.
(¬3) ما بعد (أو خوفَ) لا يظهر في الأصل.
(¬4) التعيين في شرح الأربعين (299).
(¬5) طرح التثريب (5/ 257).
(¬6) كلام العراقيِّ جاء قبل كلام الطوفيِّ في نسخة (ب).

الصفحة 201