كتاب شرح الأربعين النووية للمناوي حـ 29 - 35

يعني: أنتم (¬1) مستوُوْنَ في كونكم عَبِيْدًا لله -تعالى-، وملَّتكم ملَّةً واحدة؛ فالتَّحاسد والتباغض والتقاطع منافيةٌ لحالكم (¬2)، فالواجب عليكم أن تكونوا إخوانًا متواصلين متآلفين لقوله تعالى: {وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا} (¬3).
وزاد في رواية البخاريِّ: «كما أمركم الله») (¬4) (¬5).
قال الحافظ العراقيُّ: يريد به هذا الأمر الذي هو قوله: «كونوا إخوانًا»؛ لأنَّ أمره -عليه الصَّلاة السَّلام- هو أمر الله، وهو مبلِّغٌ، أو يريد قوله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} (¬6) فإنَّه خبرٌ عن المشروعيَّة الَّتي للمؤمنين أن يكونوا عليها ففيها معنى الأمر (¬7).
قال ابن عبد البرِّ: تضمَّن الحديث: أنَّه لا يجوز أن يبغض المسلم أخاه، ولا يُدبِر عنه
¬_________
(¬1) في (ب): أنهم.
(¬2) في الأصل (للحكم) , والمثبت من (ب).
(¬3) سورة آل عمران: (103).
(¬4) هذه الزيادة في صحيح مسلم، كتاب البرِّ والصلة والآداب، باب تحريم الظنِّ والتجسس (4/ 1986، 2563). وقد عزاها الحافظ ابن حجرٍ رحمه الله إلى مسلمٍ فقط، انظر: فتح الباري (10/ 483)، ولم أقف عليها في صحيح البخاريِّ.
(¬5) الكاشف عن حقائق السنن (10/ 3210).
(¬6) سورة الحجرات: (10).
(¬7) طرح التثريب (5/ 257).

الصفحة 204