طاعون عَمْواس (¬1).
«قال: قلت: يا رسول الله, أخبرني بعمل يدخلُني الجنة» بِضمِّ اللَّام، والجملة في موضع جرٍّ صفةٌ لقوله «بِعَملٍ».
قال التُّورِبِشْتِيُّ (¬2): (والجزم فيه وفيما بعده على جواب الأمر غيرُ مستقيمٍ روايةً ومعنًى) (¬3).
لكن تُعقِّبَ بأنَّ الروايةَ غيرُ معلومةٍ، وأمَّا المعنَى: فاستقامته ما ذكره القاضيْ (¬4)
¬_________
(¬1) قال البكريُّ في معجم ما استعجم (3/ 971): عَمْواس: قرية من قرى الشام، بين الرّملة وبيت المقدس، وهى التي ينسب إليها الطاعون، لأنّه منها بدأ، وذكر عن الأصمعيِّ أنَّه إنما سمِّى الطاعون بذلك لقولهم: عمّ وآسَى؛ ومات فيه نحو خمسةٍ وعشرين ألفًا. وذكر الزَّبيدي في تاج العروس (16/ 286): (أنَّه بسكون الميم، وأنَّ أصحاب الحديث يحِّركون الميم).
(¬2) في الأصل وقع بالنون أينا وقع, بينما ضبط من قفت عليه من أهل العلم بالتاء المثناة, قالوا: تُورِبِشتُ: بضم التاء المثناة من فوق بعدها واوٌ ساكنة، ثم راءٌ مكسورة، ثم باء موحَّدة مكسورة، ثم شين معجمة ساكنة ثم تاء مثناة من فوق، وهو فضل الله بن حسن بن حسين التُورِبِشْتِي، شهاب الدين أبو عبدالله الفقيه الحنفيُّ أو الشافعيُّ -على خلافٍ فيه-، محدِّثٌ فقيه من أهل شيراز، شرح مصابيح البغوي، توفِّيَ سنة (660) هـ تقريبًا، قال السبكيّ: (وواقعة التتارِ أوجبت عدم المعرفة بحاله)، وقد ترجمَ له السبكيُّ في الطبقات (8/ 349) وتابعه ابن شهبة في الطبقات أيضًا (2/ 34) , وقال ابن حجر: (وذَكر لي القاضي علاء الدين بنُ خطيب النَّاصرية قاضي حلب -منكِرًا على التَّاج إيرادَه في (طبقات الشافعيَّة) - أنَّه وقف في أثناء شرحه على ما يدلُّ أنَّه حنفيُّ المذهب). الجواهر والدّرر في ترجمة شيخ الإسلام ابن حجر (2/ 913). والله أعلم.
(¬3) لم أجد كلامه في المطبوعِ من شرحه على المصابيحِ المسمَّى: بـ (الميسَّر) , وانظر: الكاشف عن حقائق السنن (2/ 484).
(¬4) هو عبد الله بن عمر بن محمد بن علي أبو الخير القاضي ناصر الدين البيضاويّ، صاحب التفسير المشهور، والمنهاج في أصول الفقه، وشرح المصابيح في الحديث، كان إمامًا مبرّزًا نظَّارًا صالحًا متعبِّدًا زاهدًا، ولِيَ قضاء القضاة بشيراز بسبب مناظرةٍ علمية. توفّي سنة (685 هـ) انظر: طبقات الشافعية الكبرى للسبكي (8/ 157).