كتاب الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق (اسم الجزء: 1)

مثل كلام قاله معناه: قد ضُمِنت لنا العصمةُ فيما جاء به الكتاب والسنة، ولم تُضمَن لنا العصمة في الكشف [ت ٨] والإلهام، فإذا اتبعنا الكتاب والسنة كنّا مهتدين وإن لم نعرف حقيقة ذلك، وإذا (¬١) اتّبَعْنا كَشْفَنا وإلهامَنا خيف علينا أن نضلّ، أو كما قال.
وهكذا المشايخ الصالحون الذين يُقتدى بهم في الدين كانوا على هذا المنهاج، كقول الشيخ (¬٢) أبي سليمان الداراني: إنه لتمرّ بي النكتة من نكت القوم فلا أقبلها إلا بشاهدين اثنين: الكتاب والسنة (¬٣).
وقال أيضًا: ليس لمن أُلْهِمَ شيئًا من الخير أن يفعله حتى يسمع فيه بأثر، فإذا سمع فيه بأثر كان نورًا على نور (¬٤).
فالشيخ أبو سليمان ذكر الاعتصام بالكتاب والسنة في الواردات العلمية والعملية، وهذا هو الواجب على كل أحد، فإن أفضل المحدَّثين هو عُمر بن الخطاب - رضي الله عنه - كما ثبت في «الصحيحين» (¬٥) عن النبي - صلى الله عليه وسلم - أنه قال: «قد كان في الأمم قبلكم مُحَدَّثون، فإن يكن في أمتي أحدٌ فعمر». وقال: «إن الله
---------------
(¬١) في النسخة: «وإذ».
(¬٢) النسخة: «شيخ».
(¬٣) أخرجه أبو عبد الرحمن السُّلمي في «طبقات الصوفية» (ص ٧٨)، ومن طريقه القشيري في «رسالته»: (١/ ٦١).
(¬٤) ذكره المصنف في عدد من كتبه، ينظر «الفتاوى»: (١٠/ ٦٩٤ و ١١/ ٥٨٥، ٥٩٥)، و «جامع المسائل»: (٤/ ٥٧)، و «الاستقامة»: (٢/ ٩٥)، و «الصفدية»: (١/ ٢٥٤).
(¬٥) أخرجه البخاري (٣٤٦٩) عن أبي هريرة، ومسلم عن عائشة (٢٣٩٨).

الصفحة 19