كتاب الرد على الشاذلي في حزبيه وما صنفه في آداب الطريق (اسم الجزء: 1)
والإرادة والزهد والذكر من غير اعتبارٍ لذلك بالكتاب والسنة (¬١).
وطائفة من هؤلاء ــ أهل طريقة الذكر ــ قد ينهون عن الذِكر (¬٢) ويحرمونه، كما ذكره ابنُ عربي في كتاب «الخلوة» (¬٣) وغيره. وقد يأمرون بذكر الاسم المفرد مُظهَرًا أو مُضْمَرًا، فينتج (¬٤) ذلك لأحدهم اعتقادات فاسدة، وخيالات غير مطابقة، كما أصاب أصحابَ الوحدة (¬٥).
وطائفة من أولئك ــ أهل الفكر والنظر ــ قد لا يمدحون العمل والعبادة والزهد، بل ربما انتقصوا من يفعل ذلك، وكثير منهم يَقْرن [م ١١] بذلك الفسوق واتباع الأهواء، فلا يتورع لا عن الفواحش ولا عن المظالم، ولهذا كان السلف يقولون: احذروا فتنة العالم الفاجر، والعابد الجاهل، فإن فتنتهما فتنة لكلِّ مفتون (¬٦).
وكلٌّ من هاتين (¬٧) الطائفتين مخطئ من جهتين؛ من جهة اجتزائه بأحد
---------------
(¬١) انظر «درء التعارض»: (٥/ ٣٥٠ وما بعدها).
(¬٢) (م): «الفكر»، والمثبت من (ت) هو الصواب، وقد ذكر المؤلف أنّ هؤلاء كانوا يأمرون بالجوع والسهر والصمت مع الخلوة بلا حدود شرعية، بل سهر مطلق وجوع مطلق وصمت مطلق ... » «الفتاوى»: (١٠/ ٤٠٣).
(¬٣) كتاب «الخلوة» أو الخلوات له مخطوطات كثيرة في مكتبات العالم، انظر «مؤلفات ابن عربي» (ص ٣٠٦ - ٣٠٨) لعثمان يحيى.
(¬٤) (ت): «بذكر اسمٍ مفرد ... فيفتح».
(¬٥) انظر «الفتاوى - العبودية»: (١٠/ ٢٢٦ وما بعدها)، (١٠/ ٣٩٦ وما بعدها).
(¬٦) أخرجه ابن المبارك في «الزهد - زيادات نعيم بن حماد» (٧٥) قال: سمعت سفيان ... ، وأحمد في «العلل»: (٣/ ١١٨) عن أبي أحمد الزبيري عن سفيان الثوري.
(¬٧) (م، ت): «هذين».