كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 2)

قيل: إنه لم يكذب قطّ، وشهد خطبة [عمر] [1] بالجابية [2] وحلف لا يضحك حتّى يعلم أفي الجنّة هو أم في النّار.
وفيها مقسم [3] مولى ابن عبّاس، ولم يكن مولاه، بل مولى عبد الله بن الحارث بن نوفل، وأضيف إلى ابن عبّاس لملازمته إياه.
ومحمّد بن مروان بن الحكم، الأمير، ولد الخليفة مروان، وكان بطلا شجاعا شديد البأس، له عدة مصافّات [4] مع الرّوم، وكان متولي الجزيرة [5] وغيرها.
وفيها، وقيل: في سنة خمس وتسعين، الحسن بن محمّد بن الحنفيّة الهاشميّ العلويّ [6] .
روي أنه صنف كتابا في الإرجاء ثم ندم عليه، وكان من عقلاء قومه وعلمائهم.
وفيها استعمل يزيد بن عبد الملك أخاه مسلمة على إمرة العراقين، وأمره بمحاربة يزيد بن المهلّب- وكان قد خرج عليهم- فحاربه حتّى قتل في السنة الآتية.
__________
[1] لفظة «عمر» التي بين حاصرتين سقطت من الأصل، وأثبتها من المطبوع.
[2] الجابية: قرية من أعمال دمشق، ثم من عمل الجيدور من ناحية الجولان قرب مرج الصفّر في شمالي حوران، إذا وقف الإنسان في [بلدة] الصنمين واستقبل الشمال ظهرت له، وتظهر من نوى أيضا، وهي جابية الملوك، وباب الجابية بدمشق منسوب إليها. انظر «معجم ما استعجم» للبكري (1/ 355) ، و «معجم البلدان» لياقوت (2/ 91) .
[3] قال الحافظ ابن حجر: هو مقسم بن بجرة، بضم الموحدة وسكون الجيم، ويقال نجدة بفتح النون وبدال، أبو القاسم. «تقريب التهذيب» (2/ 273) بتصرف.
[4] أي: عدة مقابلات. انظر «لسان العرب» «صفف» .
[5] يعني جزيرة أقور التي بين دجلة والفرات والمقسمة الآن بين أراضي سورية والعراق وتركيا. انظر «الأمصار ذوات الآثار» للذهبي ص (57) بتحقيقي، طبع دار ابن كثير.
[6] نسبة إلى جده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه.

الصفحة 10