كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 2)

المشهورين من العرب، وصاحبته ميّة ابنة مقاتل بن طلبة [1] بن قيس بن عاصم المنقري التميميّ، [وقيس بن عاصم هو] [2] الذي قال فيه رسول الله- صلّى الله عليه وسلّم- حين وفد عليه: «هذا سيّد أهل الوبر» [3] وهو أول من وأد البنات غيرة وأنفة.
وسبب فتنته بها، أنه لحظها وهي خارجة من خبائها [4] ، فخرّق إداوته [5] ثم دنا يستطعم حديثها، فقال إني مسافر [6] وقد تخرّقت إداوتي [7] فأصلحيها لي، فقالت: والله إني لخرقاء [8]- والخرقاء التي لا تحسن العمل لكرامتها على أهلها [9]- فشبّب بالخرقاء أيضا، وهي ميّة [10] .
__________
[1] في الأصل، والمطبوع: «مقاتل بن طليب» وهو تحريف، والتصحيح من «وفيات الأعيان» لابن خلكان (4/ 11) مصدر المؤلف.
[2] ما بين حاصرتين سقط من الأصل، والمطبوع، واستدركته من «وفيات الأعيان» لابن خلكان.
[3] قلت: قال الحافظ ابن حجر في «الإصابة» (8/ 197) : قال ابن سعد: كان- قيس بن عاصم- قد حرّم الخمر في الجاهلية، ثم وفد على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في وفد بني تميم، فأسلم، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: «هذا سيّد أهل الوبر» ، وكان سيدا جوادا، ثم ساق بسند حسن إلى الحسن، عن قيس بن عاصم قال: أتيت النبيّ صلى الله عليه وآله وسلم، فلما دنوت منه قال: «هذا سيّد أهل الوبر» فذكر الحديث.
وذكر الحديث أيضا ابن عبد البر في «الاستيعاب» على هامش «الإصابة» (9/ 180) ، وابن الأثير في «أسد الغابة» (4/ 432) كلاهما في ترجمة قيس بن عاصم رضي الله عنه.
[4] أي من بنائها.
وفي «ديوان ذي الرّمّة» و «وفيات الأعيان» : وهي خارجة من خباء» .
[5] في الأصل، والمطبوع: «فخرق ثيابه أو دلوه» وهو خطأ، والتصحيح من «ديوان ذي الرّمّة» (1/ 370) ، و «وفيات الأعيان» . قال الزبيدي في «تاج العروس» : الإداوة- بالكسر- المطهرة، وهي إناء صغير من جلد يتخذ للماء.
[6] في «ديوان ذي الرّمّة» ، و «وفيات الأعيان» : «إني رجل على ظهر سفر» .
[7] في الأصل والمطبوع: «أرداني» .
[8] في الأصل، والمطبوع: «إني خرقاء» وأثبت ما في «ديوان ذي الرّمة» ، و «وفيات الأعيان» .
[9] في «وفيات الأعيان» : «والخرقاء التي لا تعمل شغلا لكرامتها على أهلها» ، وعبارة كتابنا موافقة لعبارة «ديوان ذي الرّمة» .
[10] قال الدكتور عبد القدوس أبو صالح في تعليقه على «ديوان ذي الرّمّة» (1/ 369) : اختلف في

الصفحة 13