كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 2)
[المجلد الثاني]
سنة إحدى ومائة
في رجب منها توفي الخليفة العادل، أمير المؤمنين وخامس الخلفاء الرّاشدين أبو حفص عمر بن عبد العزيز [1] بن مروان الأمويّ بدير سمعان من أرض المعرّة [2]
__________
[1] في المطبوع: «عمر بن العزيز» وهو خطأ.
[2] قال الذهبي في «سير أعلام النبلاء» (5/ 144) : روى خليفة بن خيّاط وغيره، أن عمر بن عبد العزيز مات يوم الجمعة لخمس بقين من رجب سنة إحدى ومائة بدير سمعان من أرض حمص. قال: وإنما هو من أرض المعرّة، ولكن المعرّة كانت من أعمال حمص هي وحماة.
قلت: وذكر ابن قتيبة في «المعارف» ص (363) ، والسّيوطي في «تاريخ الخلفاء» ص (246) بأنه توفي في دير سمعان من أرض حمص. وفي ذلك تأييد لما ذكره الذهبي في «سير أعلام النبلاء» ، وتقوية لما ذهب إليه المؤلف ابن العماد رحمه الله.
واضطرب الفيروزآبادي في «القاموس المحيط» والزبيدي في «تاج العروس» (دير) في تحديد مكان وفاته، فجزما بأنه مات بدير سمعان من أرض دمشق وبه دفن، ثم ذكرا في مادة (سمع) بأنه دفن في دير سمعان من أرض حمص.
وجزم ياقوت في «معجم البلدان» (2/ 517) ، والحميري في «الروض المعطار» ص (251) بأنه دفن في دير سمعان بنواحي دمشق. قال ياقوت: وروي أن صاحب الدير دخل على عمر بن عبد العزيز في مرضه الذي مات فيه بفاكهة أهداها له، فأعطاه ثمنها، فأبى الدّيراني أخذه، فلم يزل به حتى قبض ثمنها، ثم قال: يا ديراني إني بلغني أن هذا الموضع ملككم، فقال: نعم، فقال: إني أحب أن تبيعني منه موضع قبر سنة، فإذا حال الحول فانتفع به.
فبكى الدّيرانيّ، وباعه، فدفن فيه. وقال كثيّر:
سقى ربّنا من دير سمعان حفرة ... بها عمر الخيرات رهنا دفينها
الصفحة 5
505