كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 3)

رحمه الله، عاش خمسا وسبعين سنة، وتوفي ببغداد [1] في ربيع الأول. قاله في «العبر» [2] .
وقال السخاويّ [3] في «طبقات الأولياء» : قال ابن حبّان في «الثقات» : أخباره وشمائله في التقشّف وخفيّ الورع أشهر من أن يحتاج إلى الإغراق في وصفها. وكان ثوريّ المذهب في الفقه والورع جميعا.
وقال الخطيب [4] : وهو ابن عم علي [5] بن خشرم، وكان ممن فاق أهل عصره في الورع والزهد، وتفرد بوفور العقل، وأنواع الفضل، وحسن الطريقة [واستقامة المذهب] [6] وعزوف النفس، وإسقاط التكلف [7] ، والفضول.
وكان كثير الحديث، إلّا أنه لم ينصب نفسه للرّواية، وكان يكرهها، ودفن كتبه لأجل ذلك.
وقال ابن الجوزي: هو مروزيّ [8] الأصل، من قرية على ستة أميال من مرو، ويقال لها: ما ترسام بالتاء الفوقية [9] وكان من أبناء الرؤساء والكتبة.
وولد في سنة خمسين ومائة بمرو، ولم يملك بشر بغداد ملكا قطّ، وكان
__________
[1] لفظة «ببغداد» سقطت من الأصل، وأثبتها من المطبوع، و «العبر» للذهبي.
[2] (1/ 399) .
[3] في الأصل: «البخاري» وأبقيت ما في المطبوع. لكني لم أقف على ذكر لهذا الكتاب فيما عدده السخاوي من مؤلفاته في «الضوء اللامع» ولم أر أحدا من أصحاب كتب التراجم من المتأخرين عنه ذكره في عداد مصنفاته. وقد وقفت على هذا النقل في كتاب «الثقات» لابن حبان (8/ 143) المطبوع في الهند، وقد ذكر ابن حبان فيه بأن وفاته كانت سنة (229) .
[4] في «تاريخ بغداد» (7/ 67) وقد نقل المؤلف عنه باختصار وتصرف.
[5] لفظة «علي» سقطت من الأصل، وأثبتها من المطبوع و «تاريخ بغداد» .
[6] ما بين حاصرتين زيادة من «تاريخ بغداد» .
[7] لفظة «التكلف» لم ترد في «تاريخ بغداد» المطبوع.
[8] في الأصل: «مروي» ، وأثبت ما في المطبوع.
[9] كذا قال وهو خطأ، ولست أدري هل جملة «بالتاء الفوقية» لابن الجوزي، أم هي مما أضافه المؤلف تصرفا وتوضيحا فظن الفتحة التي فوق الباء نقطتان فوقع له هذا التحريف.
قال ياقوت في «معجم البلدان» (5/ 32) : مابرسام، بفتح الباء، وسكون الراء، وسين مهملة، وآخره ميم: قرية من قرى مرو، ويقال لها ميم سام.

الصفحة 123