كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 3)
سنة أربع وثلاثين ومائتين
قال في «الشذور» : هبّت ريح شديدة لم يعهد مثلها، فاتصلت نيفا وخمسين يوما وشملت بغداد، والبصرة، والكوفة، وواسط، وعبّادان، والأهواز، ثم إلى همذان، فأحرقت الزرع، ثم ذهبت إلى الموصل، فمنعت النّاس من الانتشار، وعطلت الأسواق. وزلزلت هراة حتّى سقطت الدور. انتهى.
وفيها توفي أحمد بن حرب النيسابوري الزّاهد الذي قال فيه يحيى بن يحيى: إن لم يكن من الأبدال فلا أدري من هم؟. رحل وسمع من ابن عيينة وجماعة، وكان صاحب غزو، وجهاد، ومواعظ، ومصنفات، في العلم.
وخرّج له النسائيّ.
قال في المغني [1] : عن ابن عيينة، له مناكير.
قال أبو حاتم: وكان صدوقا. انتهى.
وفيها الأمير إيتاخ [2] التّركيّ مقدّم الجيوش وكبير الدولة. خافه المتوكّل وعمل عليه بكلّ حيلة حتّى قبض له عليه نائبه على بغداد إسحاق بن إبراهيم، وأميت عطشا، وأخذ له المتوكل من الذهب ألف ألف دينار.
وفيها الإمام أبو خيثمة زهير بن حرب النسائي [3] الحافظ ببغداد، في شعبان، وله أربع وسبعون سنة. رحل وكتب الكثير عن هشيم وطبقته،
__________
[1] «المغني في الضعفاء» (1/ 36) .
[2] في الأصل: «انباخ» وهو خطأ، وأثبت ما في المطبوع وهو الصواب.
[3] تحرفت في الأصل والمطبوع إلى «الشيباني» والتصحيح من «الأنساب» (12/ 79) .
الصفحة 157
452