كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 3)

وإذا امرؤ مدح امرأ لنواله ... وأطال فيه فقد أراد هجاءه
لو لم يقدّر فيه بعد المستقى ... عند الورود لما أطال رشاءه [1]
وقال في بغداد وقد غاب عنها في بعض أسفاره:
بلد صحبت بها الشّبيبة والصّبا ... ولبست ثوب العزّ وهو جديد
وإذا تمثّل في الضّمير رأيته ... وعليه أغصان الشباب تميد [2]
وكان سبب موته، رحمه الله، أن الوزير أبا الحسين القاسم بن عبيد الله وزير المعتضد [3] ، كان يخاف من هجوه وفلتات لسانه [بالفحش] [4] فدسّ عليه مأكلا مسموما [وهو] [4] في مجلسه، فلما أحسّ بالسّمّ قام، فقال له الوزير: أين تذهب؟ قال: إلى الموضع الذي بعثتني إليه، فقال: سلّم على والديّ، فقال: ما طريقي على النار، وخرج إلى منزله، فأقام أياما ومات.
وكان الطبيب يتردد إليه ويعالجه بالأدوية النافعة للسّمّ، فزعم أنه غلط في بعض العقاقير.
قال نفطويه: رأيت ابن الرّومي يجود بنفسه، فقلت: ما حالك، فأنشد:
غلط الطّبيب عليّ غلطة مورد ... عجزت موارده [5] عن الإصدار
__________
[1] لم أجدهما في «ديوانه» بتحقيق الدكتور حسين نصّار، ولكن عزاهما الدكتور إحسان عبّاس في تعليقه على «وفيات الأعيان» (3/ 359) إلى «ديوانه» ص (97) طبع دار إحياء التراث العربي ببيروت.
[2] البيتان في «ديوانه» ص (766) وروايتهما فيه:
بلد صحبت به الشبيبة والصبا ... ولبست فيه العيش وهو جديد
فإذا تمثل في الضمير رأيته ... وعليه أفنان الشباب تميد
[3] في الأصل، والمطبوع: «أن الوزير أبا الحسن بن عبد الله وزير المعتضد» وهو خطأ، والتصحيح من «وفيات الأعيان» (3/ 361) ، و «إعتاب الكتاب» لابن الأبار، ص (185) تحقيق الدكتور صالح الأشتر، طبع مجمع اللغة العربية بدمشق.
[4] زيادة من «وفيات الأعيان» .
[5] في «ديوانه» : «محالته» .

الصفحة 353