كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 3)

عوف فقال: ألا تسمع هذا الصوت ما أرقّه وأشجاه، قاتل الله أبا كبير [1] الهذلي حيث يقول:
ألا يا حمام الأيك فرخك [2] حاضر ... وغصنك ميّاد ففيم تنوح [3]
فقال عوف: أيها الأمير أحسن والله أبو كبير [4] وأجاد، إنه كان في هذيل أربعون شاعرا من المحسنين دون المتوسطين، وكان أبو كبير [4] من أشعرهم، وأشهرهم، وأذكرهم، وأقدرهم.
قال عبد الله: أقسمت عليك إلا أجزت له هذا البيت، فقال: أصلح الله الأمير، شيخ مسنّ وأحمل على [5] البديهة وعلى معارضة مثل أبي كبير [6] وهو من قد علمت! فقال: سألتك بحق طاهر إلّا أجزته، فقال:
أفي كلّ عام غربة ونزوح ... أما للنّوى من ونية فيريح
لقد طلّح البين المشتّ ركائبي ... فهل أرينّ البين وهو طليح [7]
وأرّقني بالرّيّ شجو [8] حمامة ... فنحت وذو الشوق المشتّ [9] ينوح
على أنها ناحت ولم تذر عبرة [10] ... ونحت وأسراب الدموع سفوح
__________
[1] في الأصل، والمطبوع: «أبو كثير» وهو خطأ، والتصحيح من «الشعر والشعراء» ص (420) ط. ليدن، و «تاج العروس» (كبر) (14/ 15) ، و «الأعلام» للزركلي (3/ 250) ، واسمه عامر ابن الحليس.
[2] في «فوات الوفيات» : «إلفك» .
[3] البيت في «تاريخ بغداد» (9/ 486) . و «فوات الوفيات» (3/ 163) .
[4] في الأصل، والمطبوع: «أبو كثير» وهو خطأ، كما بينته في التعليق رقم (1) .
[5] لفظة: «على» سقطت من الأصل، وأثبتها من المطبوع.
[6] في الأصل، والمطبوع: «أبو كثير» والصواب ما أثبته.
[7] في «فوات الوفيات» : «طريح» .
[8] في «فوات الوفيات» : «نوح» .
[9] في «فوات الوفيات» : «وذو البثّ الغريب» .
[10] في «فوات الوفيات» : «ولم تذر دمعة» .

الصفحة 66