كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 3)

قد خرج إليّ [1] منها، رأسه رأس إنسان، وهو من أسفله إلى سرّته زاغ [2] في [ظهره، و] [3] صدره سلعتان [4] فكبّرت وهلّلت وفزعت، ويحيى يضحك، فقال بلسان فصيح [طلق] [5] ذلق [6] :
أنا الزّاغ أبو عجوة ... أنا ابن اللّيث واللّبوه
أحبّ الرّاح والرّيحا ... ن والنّشوة والقهوه
فلا عدوى يدي تخشى ... ولا تحذر لي سطوة [7]
ولي أشياء تستظرف ... بيوم [8] العرس والدّعوة
فمنها سلعة في الظّه ... ر لا تسترها الفروة
وأمّا السّلعة الأخرى ... فلو كان لها عروه
لما شكّ [9] جميع النّا ... س فيها أنّها ركوة [10]
ثم قال: يا كهل! أنشدني شعرا غزلا، فقال يحيى: قد أنشدك
__________
[1] لفظة: «إليّ» لم ترد في المطبوع، و «الجليس والأنيس» .
[2] قال الفيروزآبادي: الزاغ: غراب صغير إلى البياض. «القاموس المحيط» (3/ 111) .
[3] ما بين حاصرتين زيادة من «الجليس والأنيس» للنهرواني.
[4] السلعة: ورم غليظ غير ملتزق باللحم يتحرك عند تحريكه، وله غلاف، ويقبل الزيادة لأنه خارج عن اللحم ... وزيادة تحدث في الجسد في العنق وغيره، تكون قدر الحمّصة إلى البطيخة. انظر: «القاموس المحيط» (3/ 41) ، و «المعجم الوسيط» (1/ 443) .
[5] زيادة مستدركة من «الجليس والأنيس» .
[6] في الأصل، والمطبوع: «زلق» وهو تحريف، والتصحيح من «الجليس والأنيس» . قال في «مختار الصحاح» ص (223) : ذلق اللسان، أي صار حادا، ويقال أيضا ذلق اللسان بالضم ذلقا بوزن ضرب فهو ذليق بيّن الذّلاقة.
[7] لفظ البيت في الأصل، والمطبوع:
فلا غدري بدا يخسى ... ولا يحذر لي سطوة
وأثبت ما جاء في «الجليس والأنيس» مصدر المؤلف.
[8] في الأصل، والمطبوع: «يوم» ، والتصحيح من «الجليس والأنيس» .
[9] في الأصل، والمطبوع: «لما شكّت» وأثبت ما في «الجليس والأنيس» .
[10] الأبيات في «الجليس والأنيس» (2/ 72) و «حياة الحيوان الكبرى» (الزاغ) .

الصفحة 86