كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 4)

وفيها أبو جعفر محمد بن عمرو [العقيلي] [1] الحافظ صاحب «الجرح والتعديل» عداده في أهل الحجاز. روى عن: إسحاق الدّبري، وأبي إسماعيل الترمذي [2] وخلق. وعنه: أبو الحسن محمد بن نافع الخزاعي، وأبو بكر بن المقرئ.
قال الحافظ أبو الحسن القطّان: أبو جعفر ثقة جليل القدر، عالم بالحديث، مقدّم بالحفظ، وتوفي بمكّة في شهر ربيع الأول.
وفيها الزاهد أبو بكر محمد بن علي بن جعفر الكتّانيّ [3] شيخ الصوفية المجاور بمكّة. أخذ عن أبي سعيد الخرّاز وغيره، وهو مشهور.
قال السخاوي في «طبقاته» [4] : قال المرتعش: الكتّانيّ سراج الحرم.
صحب الجنيد. والخرّاز، والنّوري، وأقام بمكّة مجاورا إلى أن مات بها.
ومن كلامه: روعة عند انتباه عن غفلة وانقطاع عن حظ من الحظوظ النفسانيّة، وارتعاد من خوف القطيعة [5] أفضل من عبادة الثقلين.
وقال: وجود العطاء من الحقّ شهود الحقّ بالحقّ، لأن الحقّ دليل على كل شيء، ولا يكون شي دونه دليل عليه.
__________
عددا من أفاضل العلماء فيما مضى ولا زالت تنجب هي وسواها من مدن هذه الدولة الإسلامية العريقة أعدادا كبيرة من العلماء في مختلف العلوم بارك الله فيهم. وانظر خبرها في «معجم البلدان» (2/ 495) و «أطلس التاريخ العربي» للأستاذ شوقي أبو خليل ص (50)
[1] «العبر» (2/ 200) وانظر «سير أعلام النبلاء» (15/ 236- 239) .
[2] هو أبو إسماعيل محمد بن إسماعيل بن محمد بن يوسف السلمي الترمذي من أهل بغداد، ترمذي الأصل. فقيه عالم صدوق، مكثر من الحديث، مشهور بالطلب. مات في شهر رمضان من سنة (280) هـ. انظر ترجمته في «الأنساب» للسمعاني (3/ 47- 48) .
[3] «العبر» (2/ 200- 201) و «طبقات الصوفية» ص (373- 377) وانظر «سير أعلام النبلاء» (14/ 533- 535) .
[4] انظر هذه النقول في «طبقات الصوفية» للسلمي.
[5] في «طبقات الصوفية» : «من خوف قطيعة» .

الصفحة 117