كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 4)

قال الخطيب [1] : كان من أعلم الناس في وقته بالفقه، والنحو، واللغة، وأصناف الآداب، وولي القضاء بباب الطاق.
وبلغنا عن الفقيه أبي محمد البافي [2] أنه كان يقول: إذا حضر القاضي أبو الفرج، فقد حضرت العلوم كلها. ولو أوصى رجل بشيء [3] أن يدفع إلى أعلم [4] الناس، لوجب أن يدفع إليه.
وقال البرقاني: كان المعافى أعلم الناس.
وقال ابن ناصر الدّين: كان حافظا علّامة، ذا فنون، من الثقات، ومن مصنفاته «التفسير الكبير» وكتاب «الجليس والأنيس» انتهى.
ومن شعره:
ألا قل لمن كان لي حاسدا ... أتدري على من أسأت الأدب
أسأت على الله في ملكه ... بأنّك لم ترض لي ما وهب
فجازاك عني بأن زادني ... وسدّ عليك وجوه الطلب [5]
وتوفي بالنهروان في ذي الحجة، وله خمس وثمانون سنة، وكان قانعا متعففا.
__________
[1] انظر «تاريخ بغداد» (13/ 230- 231) .
[2] في الأصل والمطبوع: «الباقي» بالقاق وهو تصحيف والتصحيح من «تاريخ بغداد» ، وانظر «الأنساب» للسمعاني (2/ 47) .
[3] في «تاريخ بغداد» : «بثلث ماله» .
[4] في الأصل: «لأعلم» وأثبت لفظ المطبوع وهو موافق لما في «تاريخ بغداد» .
[5] الأبيات في «تاريخ بغداد» (13/ 230) و «وفيات الأعيان» (5/ 222) .

الصفحة 484