كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 4)

سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة
فيها أمر نائب دمشق الأسود الحاكمي بمغربيّ، فطيف به على حمار، ونودي عليه: هذا جزاء من يحب أبا بكر وعمر، ثم ضرب عنقه، رحمه الله ولا رحم قاتله، ولا أستاذه الحاكم. قاله في «تاريخ الخلفاء» [1] ومات فيها- كما قال ابن الأهدل-[ابن] وكيع [2] الشاعر المتقدم في زمانه على أقرانه ومن شعره:
لقد قنعت همّتي بالخمول ... فصدّت عن الرّتب العاليه
وما جهلت طعم طيب العلا ... ولكنها تؤثر العافيه
ونظم أبو الفتح القضاعي المدرّس بتربة الشافعي بالقرافة في هذا المعنى فقال:
بقدر الصعود يكون الهبوط ... فإياك والرّتب العاليه
وكن بمكان إذا ما سقطت ... تقوم ورجلاك في عافية
__________
[1] انظر «تاريخ الخلفاء» للسيوطي ص (414) بتحقيق الشيخ محمد محيي الدّين عبد الحميد رحمه الله، وقد ذكر الخبر بلفظه الذهبي في «تاريخ الإسلام» (مخطوط) في حوادث سنة (393) هـ، ولعل السيوطي نقله عنه.
[2] في الأصل والمطبوع: «وكيع» والتصحيح من «وفيات الأعيان» (2/ 104) و «مرآة الجنان» (2/ 445) ، و «الأعلام» (2/ 201) .

الصفحة 496