كتاب شذرات الذهب في أخبار من ذهب (اسم الجزء: 6)

سنة ثلاث وخمسمائة
فيها أخذت الفرنج طرابلس [1] بعد حصار سبع سنين.
وفيها توفي أحمد بن علي بن أحمد العلثي [2] أبو بكر الزاهد الحنبلي.
قال ابن الجوزي في «طبقاته» [3] : هو أحد المشهورين بالزهد والصلاح، سمع الحديث على القاضي أبي يعلى، وقرأ عليه شيئا من المذهب. وكان يعمل بيده تجصيص [4] الحيطان، ثم ترك ذلك، ولازم المسجد يقرئ القرآن ويؤم الناس، وكان عفيفا لا يقبل من أحد شيئا، ولا يسأل أحدا حاجة لنفسه من أمر الدّنيا، مقبلا على شأنه ونفسه، مشتغلا بعبادة
__________
[1] يعني طرابلس الشام كما هو مبين في «الكامل في التاريخ» (10/ 475) .
[2] في «آ» و «ط» : «العلبي» والتصحيح من «طبقات الحنابلة» لابن أبي يعلى (2/ 255) و «المنتظم» لابن الجوزي (9/ 163) و «المنهج الأحمد» (2/ 222) و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 104) .
[3] ذكر ابن الجوزي في هذا الكتاب- أي «الطبقات» - مناقب الصحابة والتابعين والأكابر من الزهاد والصالحين، طبقة بعد طبقة، وهو مخطوط لم يطبع بعد فيما أعلم، ويقع في (293) ورقة، وهو محفوظ بدار الكتب الوطنية بتونس برقم (2434) ويحتفظ معهد المخطوطات العربية في الكويت بمصورة عنه برقم (226) وانظر «طبقات الحنابلة» (2/ 255- 257) .
و «ذيل طبقات الحنابلة» (1/ 104- 105) .
[4] كذا في «آ» و «ط» : «تجصيص» وفي «ذيل طبقات الحنابلة» : «يجصص» .

الصفحة 11